دعت الأممالمتحدة الثلاثاء إلى إجراء تحقيق مستقل بشأن فاجعة مليلية التي راح ضحيتها 23 مهاجرا غير شرعي ينتمون لدول إفريقيا جنوب الصحراء، والذين لقوا حتفهم خلال محاولة اقتحام السياج الحدودي بالقوة، مشيرة أن المهاجمين الذين كانوا منظمين ومسلحين، دخلوا من الحدود الشرقية للمملكة.
أعربت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن قلقها إزاء تسجيل وفيات وعشرات الإصابات بعد أن حاول مهاجرون اقتحام الحدود الشديدة التحصين بين منطقة الناظور ومليلية المحتلة الجمعة.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان رافينا شمدساني للصحافيين في جنيف "ندعو البلدين إلى ضمان إجراء تحقيق فعال ومستقل كخطوة أولى نحو تحديد ملابسات الوفيات والإصابات".
وشددت شمدساني على ضرورة تحديد "أي مسؤوليات محتملة" وحضت البلدين على ضمان المساءلة حسب الاقتضاء.
ولقي ما لا يقل عن 23 مهاجرا حتفهم وأصيب 76 آخرون وفق المفوضية، وقالت السلطات المغربية إن 140 شرطيا أصيبوا أيضا في أعمال العنف التي رافقت تدفق المهاجرين.
ولفتت المتحدثة إلى أن "هذا هو أعلى عدد وفيات مسجل في حادثة واحدة على مدى سنوات عديدة لمهاجرين حاولوا العبور من المغرب إلى أوروبا عبر مليلية وسبتة".
وبينما لم تتضح بعد ملابسات الوفيات، قالت رافينا شمدساني إن مفوضية حقوق الإنسان تلقت تقارير عن "تعرض مهاجرين للضرب بالهراوات والركل والدفع والحجارة من قبل عناصر الأمن المغاربة أثناء محاولتهم تسلق السياج الشائك الفاصل بين المغرب ومليلية والذي يتراوح ارتفاعه من 6 إلى 10 أمتار".
كما دعت البلدين إلى "اتخاذ كل الخطوات اللازمة إلى جانب الاتحادين الأوروبي والإفريقي والجهات الفاعلة الدولية والإقليمية الأخرى ذات الصلة لضمان تطبيق تدابير حدودية تحترم حقوق الإنسان".
وأوضحت أن تلك التدابير "تشمل إتاحة مسارات هجرة آمنة وتقييمات (لملفات المهاجرين) على أساس فردي وحماية من الطرد الجماعي والإعادة القسرية وكذلك من الاعتقال والاحتجاز التعسفيين".
جاءت محاولة المهاجرين الجماعية للدخول إلى مليلية بعد أن طبعت مدريد والرباط علاقاتهما الدبلوماسية اثر أزمة استمرت لمدة عام تقريبا وتركزت حول موقف مدريد من مصير الصحراء المغربية.
بالنسبة لإسبانيا، كان الهدف الرئيسي لاستعادة المستوى الطبيعي للعلاقات هو ضمان تعاون المغرب في السيطرة على الهجرة غير النظامية.
من جهته قال البابا فرنسيس الثلاثاء عبر تويتر "تبلغت بألم بنبأ مآسي المهاجرين في تكساس ومليلية"، وأضاف "لنصل معا من أجل إخوتنا الذين ماتوا سعيا وراء الرجاء بحياة أفضل؛ ومن أجلنا، حتى يفتح الرب قلوبنا ولا تتكرر هذه المصائب مرة أخرى".
وعثر الاثنين على ما لا يقل عن 46 مهاجرا ميتا في مقطورة شاحنة في سان أنتونيو بولاية تكساس الأميركية.