منذ الإعلان عن تشكيل الحكومة المغربية، بقيادة عزيز أخنوش، من تحالف ثلاثي مدعوم بأغلبية واسعة في مجلس النواب، ظل سؤال المعارضة يطرح نفسه أمام النقاش العمومي، حيث ظل بها حزب التقدم والاشتراكية ب21 مقعدا، وحزب العدالة والتنمية ب13 مقعدا، وفدرالية اليسار بمقعد واحد، الشيء الذي دعا عدد من المتابعون للقول إننا "أمام مُعارضة مُشتتة". وبعد أشهر من إعلان الحكومة، ومُحاولات فرق المعارضة بالقيام بأدوارها، وأمام ما وُصف ب"الكثير من المُناوشات والصراعات بين قيادات الأحزاب، والأخذ والرد"، كشف نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن "فرق المعارضة تعمل على تذويب خلافاتها السابقة"، في إشارة إلى "الخلاف الحاد" بين عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي من آثار ما عُرف سنة 2016 ب"البلوكاج الحكومي".
وفي هذا السياق، أعلن بنعبد الله، أن هناك "بوادر تقارب محتمل مع الحزب الاشتراكي الموحد، المنسحب قبل الانتخابات الأخيرة من فدرالية اليسار الديمقراطي"، في إشارة منه إلى أن رفاق بنعبد الله مُستعدون لوضع يدهم في يد نبيلة منيب، الذي عادت إلى البرلمان، بعد أشهر من الغياب إثر خلافات سادت بخصوص امتناعها عن الحصول على جُرعات التلقيح.
وزاد نبيل بنعبد الله، أنه اتفق مع نبيلة منيب على عقد لقاء بين حزبه والحزب الاشتراكي الموحد بهدف تنسيق محتمل، موضحا خلال ندوة صحفية، عقدها أمس الثلاثاء 21 يونيو الجاري، بمقر حزب التقدم والاشتراكية بالرباط، أنه "في حال توفرت الظروف واتفق الطرفان سيتم عقد لقاءات بهدف التحالف والتنسيق مستقبلا، معبراً عن أنه رغبته في توحيد قوى اليسار".
وأردف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بأن حزبه كذلك يحمل رواسب الماضي مع مكونات المعارضة البرلمانية الحالية، غير أنه سيتم تجاوز ذلك من خلال تقرير عناصر التوافق بين الأطراف، من أجل تشكيل معارضة قوية، موضحا بأنه لا يمكن الإسهام في حالة الضعف الحالية؛ مؤكدا أن الظرفية الحالية تقتضي تجاوز خلافات الماضي وتقريب وجهات النظر.
وتجدر الإشارة، أن نبيلة منيب، كانت قد أعلنت سحب توقيعها من التحالف الحزبي لفدرالية اليسار الديمقراطي، قبل الانتخابات الماضية، ليُشارك حزبها في الانتخابات بشكل مستقل خلافا للمواعيد الانتخابية السابقة التي خاضها الاشتراكي الموحد برمز "الرسالة" إلى جانب باقي مكونات الفدرالية.