لا تخلو زيارة أحمد أبو الغيظ الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى الجزائر التي وصلها أمس الإثنين، من التعرض لعواصف الأزمات التي ترخي بظلالها على مستقبل انعقاد القمة العربية، منها ما يرتبط بالتوتر الجاري بين الجزائر واسبانيا من جهة أو الجزائر والمغرب من جهة أخرى. دون فرد مساحة أكبر لمستقبل العلاقات العربية العربية على هامش التحضير للقمة العربية التي من المرتقب أن يتم إجراؤها في فاتح نونبر المقبل. بيان وزارة الخارجية الجزائرية يؤكد المعطيات السالفة أن رحلة أبو الغيظ سيتم تحميلها أوزار الأزمة، ما ظهر منها وما استجد على ضفاف المتوسط، إذ قال البيان إن محادثات ثنائية جمعت أبو الغيط بوزير الخارجية رمضان لعمامرة "في إطار التنسيق المستمر بين الجزائر وأمانة الجامعة، بخصوص التحضير للقمة العربية، وحول مسائل أخرى تخص مستجدات الأوضاع في المنطقة العربية في ضوء التوترات الحالية على الساحة الدولية، وما خلفته من انعكاسات سلبية على دول المنطقة".
وتحدثت أوساط سياسية عن إمكانية وساطة الجامعة العربية في الأزمة بين الجزائر والمغرب، قبيل انعقاد القمة، لكن يبدو أنها سحبت يدها من الملف واكتفت بالمراقبة، فزيارة أبو الغيظ وما إذا كان حاملا معه مفتاح وساطة أُجهد في مهده، حيث استبق حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية،هذه المساعي يأنه لا وجود لأي نية لهيئته بشأن القيام بدور الوساطة بين الجزائر والمغرب من أجل احتواء الأزمة المتصاعدة بين الطرفين منذ عدة أشهر، وهو ما يؤكد تراجع الوسطاء الإقليميين عن أي دور بسبب تعنت الموقف الجزائري. وأضاف حسام زكي، في رده على سؤال حول إذا ما كانت الجامعة العربية تسعى إلى عقد مصالحة بين الجزائر والمغرب قبل القمة العربية المقبلة، "الحقيقة لا.. الوضع بين البلدين له خصوصية كبيرة ومعروفة، ونحن ندركها، ولا يوجد تدخل في هذا الأمر مع الأشقاء في الدولتين إلا عندما يكون هناك شيء مطلوب ما، في هذه الحالة سيتم التدخل".
لكن بشكل عام، يشير المتحدث أن "الوضع فيما بينهما دائما كل صعود وهبوط فيه يصبح محكوما بالعلاقة الثنائية"، معربا عن أمله أن تصبح دائما العلاقات في اتجاه نحو التحسن والإيجابية. وكانت الجزائر قد عبرت على لسان رئيس دبلوماسيتها عن رفضها لأي وساطة مع المغرب في أكثر من مناسبة، وحتى المساعي التي بذلها دبلوماسيون عرب من الكويت والمملكة العربية السعودية وموريتانيا. وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة عندما سئل عن الوساطة التي قام بها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في لغة خالية من أي دبلوماسية "لا وساطة مع المغرب سواء أمس أو اليوم أو غدا".
جهر الجزائر بعدم الحاجة إلى أي وساطة عربية، يجد ظالته في عدد الدول العربية التي تعلن دعمها الصريح لمغربية الصحراء بما أن هذا النزاع المفتعل تراهن عليه الدبلوماسية الجزائرية ويشكل أساس توجهها، ما يعتبر رهان خاسرا من أوله.