رافق إعلان قناة "i 24 NEWS" الإسرائيلية، افتتاح مكتبين لها في المغرب جدلا واسعا، لاسيما بعدما تم تداول صور الحفل الذي نظمته القناة بالعاصمة الرباط وحضره ضيوف فاق عددهم 300 شخص، وما زاد في حدة الجدل مشاركة الحكومة في الحفل عبر ممثليها، عبر ممثليها، وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بن سعيد، ووزيرة إعداد الرتبا الوطني والتعمير والإسكان وسياسية المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري. وخلقت خطوة افتتاح القناة الإسرائيلية لمكتبها بالرباطوالدارالبيضاء، جدلا حادا، إذ رأى فيه مناهضو التطبيع "انحراف سياسي يروم تنفيذ السياسية الإسرائيلية في ممارسة التغول الإعلامي وتمرير خطاباتهم الخاصة المعاكسة للقومية العربية".
منتقدوا مشاركة وزارء الحكومة في حفل اطلاق المشروع الإعلامي، يعتبرونه مباركة حكومية رسمية من الحكومة للمخط الإعلامي الإسرائيلي، مؤكدين أنه يدخل ضمن تسريع خطوات التطبيع الذي انجر إليه المغرب، ماسيساهم في نظرهم في خدش تاريخ المملكة وذاكرة الشعب المغربي.
يذكر أن قناة "i24news" الإسرائيلية التي انطلقت عام 2013، يملكها "باتريك دراحي"، وهو ملياردير مغربي فرنسي إسرائيلي ولد في مدينة الدارالبيضاء من أسرة يهودية، ليهاجر بعدها إلى فرنسا ثم إسرائيل،حيث تبث هذه المحطة التلفزية بثلاث لغات هي الفرنسية والإنجليزية والعربية.
بالمقابل، انتقد مناهضو التطبيع بالمغرب خطوة فتح أول مكتب لقناة إسرائيلية بالمغرب، معتبرين أن هذه "خطوة جديدة تكتسي صبغة مركبة من حالة هستيرية الهرولة الصهيوتطبيعية الطافحة بمعاني ورموز الصهينة الشاملة للمغرب".
وقال المرصد المغربي لمناهضة التطبيع ، إن حفل إعلان افتتاح مكتب القناة بالمغرب، "في حجمه وطبيعة الحاضرين فيه ورسائله، كان مليئا بعناصر وقرائن أجندة الصهينة الشاملة للبلاد". مضيفا "الذي يثير كل مشاعر الغضب الكبير في قلب وروح كل مغربية ومغربي، هو أن الأمر تجاوز التطبيع السياسي الإعلامي الرسمي، إلى طعن شرف وكبرياء وتاريخ وذاكرة الشعب المغربي من خلال الاختيار الممنهج والمقصود لمكان الحفل الأسطوري، وهو الموقع الأثري الكبير والتاريخي المهم جدا، قصبة شالة".
وأشار البلاغ إلى أن شالة تضم قبر السلطان الأكحل ابي الحسن علي المريني الذي عرف عنه الارتباط الوثيق بفلسطين والقدس، حتى أنه قام بخط المصحف الشريف كاملا بيديه وزينه ورصعه في أبهى حلة وأهداه للمسجد الاقصى، قبل قرون خلت أيام حكمه المميز للمغرب الكبير والأندلس، يقول المرصد، إن إسرائيل "سرقت في العام 1967، نسخة هذا المصحف المخطوط ووضعته فيما يسمى المكتبة الوطنية الإسرائيلية"، بحسب تعبير البلاغ ذاته.
يُشار إلى أن المغرب كان قد أقام علاقات مع إسرائيل، يوم 10 دجنبر 2020، في إطار "اتفاقات أبراهام" برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وذلك بعد مرور 20 عاما عن قطع العلاقات بين البلدين سنة 2000، مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.