تثير الأزمة الروسية الأوكرانية قلق العديد من الدول العربية، نظرا إلى أن البلدين المتصارعين من أكبر الدول المصدرة للقمح لعدد من العالم سيما المغرب والجزائر وليبيا ومصر، حيث إن الحرب في أوكرانيا أدت إلى اضطراب تدفق الحبوب عبر منطقة البحر الأسود، فيما زاد من ارتفاع الأسعار، وفي غياب أي مؤشرات لتوقف الحرب بدأ تبحث دول عديدة من بينها المغرب عن بدائل آمنة للقمح الروسي الأوكراني تجنبا لأزمة أمن غذائي. وأعلنت الحكومة على لسان الناطق الرسمي باسمها ، الخميس، أن مخزون المملكة من القمح يكفي لمدة 4 أشهر، وأنها تتوفر على مجموعة من الآليات لتجديد المخزون الوطني من القمح وتعزيزه في شتى المراحل، في ظل الارتفاع الذي تشهده أسعار هذه المادة في الأسواق العالمية، وذلك في سياق الظرفية الموسومة بالنزاع الروسي الأوكراني.
ولفت بايتاس إلى أن المملكة تستورد القمح من مجموعة من الدول (دون تحديدها).
وتدرس الحكومة بدائل وسيناريوهات متعددة لضمان الإمدادات الرئيسية من القمح الذي يشكل مادة أساسية للمغاربة، بسبب نمطهم الغذائي المرتكز على الخبز كمادة أساسية وضرورية، والذي يأتي في ظل
وفي تعليقه على الموضوع، أكد الخبير الاقتصادي عبد الخالق التهامي، في تصريح ل"الأيام24″، أن هناك مجموعة من الدول الأخرى المنتجة للقمح، لكن الإشكال الذي يوجد أن كل العالم يتجه إلى نفس الموردين، وفي مقدمتهم الهندالولاياتالمتحدةالأرجنتينكندا".
واعتبر الخبير الاقتصادي، أن "الإشكال الذي يوجد الآن أن جل الدول العالمية تتجه إلى نفس الموردين، وبالتالي الأمر الذي يواجهونه هو ارتفاع الأسعار. كما أن الاشكال الثاني الذي نجده ليس وجود القمح، لكن ارتفاع أسعارها بشكل كبير، وهنا أقصد أن الموردين سيرفعون من أسعارهم ويبيعونه لمن يعطي أكثر".
وأشار التهامي، إلى أن "دول العالم تتبع نفس المسار لتلبية حاجياتها من القمح من هذه المادة الأساسية لكن الموريدين يرفعون الأسعار، يمكن لنا أن نشتري القمح ولكن سنشريه بسعر أعلى، ولكن ذلك لن يؤثر على أسعار الخبز بالمغرب، في ظل استمرار الدعم الحكومي".
هذا، وأعلنت روسيا أنها ستواصل تصدير الحبوب وخاصة القمح إلى المغرب، حيث من المرتقب أن تتم عمليات تسليم الشحنة الأولى للمغرب في الأيام المقبلة.
ووفق مصادر متطابقة، فقد تم تجهيز الدفعة الأولى وتحميلها لنقلها إلى المغرب بحرا.
وقال الممثل التجاري بالسفارة الروسية بالرباط ارتيوم تسينغامز غفريشفيلي في تصريح لوكالة تاس أن المغرب سيتلقى شحنات الحبوب الروسية في الوقت المحدد.
ويستورد المغرب 25٪ من احتياجاته من أوكرانيا و 11٪ من روسيا، و تشهد المملكة هذا العام وضعاً خاصاً بموسم زراعي عانى من قلة الأمطار مما أدى إلى انخفاض إنتاجها بنحو 50٪.
ولم تدرج روسيا المغرب في قائمة الدول "غير الصديقة" التي تضم عدة دول غربية.