تعرف العلاقات بين إسبانيا والجزائر، أزمة متوترة، خاصة بعدما رد النظام الجزائري بشكل رسمي على تصريحات وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، التي قال فيها إنه "لا يريد تأجيج خلافات عقيمة" مع الجزائر بعدما ندد الرئيس عبد المجيد تبون، بتحول الموقف الإسباني لصالح خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء. وتخشى حكومة بيدور سانشيز، من الإجراءات الجزائرية الانتقامية، حيث نقلت مصادر داخل وزارة الخارجية الإسبانية، في تصريحات لوسائل الإعلام الإيبيرية، أن "الانتقام متعدد المستويات الذي تعده الجزائر ضد إسبانيا"، مضيفة أن "الحواجز التجارية وارتفاع أسعار الغاز وعلاقات النظام الجزائري، بروسيا وزيادة الهجرة غير الشرعية وجبهة البوليساريو، كلها عناصر يمكن للجزائر استخدامها هذا لشن انتقام ضد مدريد بعد موقف بيدرو سانشيز بدعم المقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء. تشير عدة علامات إلى أنها قد بدأت بالفعل في القيام بذلك.
وأضافت المصادر ذاتها، أن "القلق المشوب أيضًا بشعور معين من الكآبة. بين الأطياف السياسية بمدريد، حيث هناك تصور بأن الأمور تسير بشكل خاطئ في المنطقة المغاربية لفترة طويلة جدًا، خاصة أنه عادة ما تكون بداية اتخاذ القرار الخاطئ في عام 1985 ، عندما جعل ألفونسو غويرا ، نائب رئيس الحكومة الإسبانية في ذلك الوقت ، الجزائر العاصمة المورد الرئيسي للغاز في إسبانيا.
وأوردت مصادر إسبانية، أن "الجزائريون يعدون شيئا ما. وهم يعدونه بعناية "،لم يخبرونا بعد، كم سيرفعون أسعار الغاز. بلا شك، سيتصرفون بحذر، لأن تعقيد إمدادات الغاز لإسبانيا أمر يضرهم أيضًا".
ونقلت وسائل إعلام محلية، عن عمار بلاني، أن تصريحات رئيس الدبلوماسية الإسبانية، خوسي مانويل ألباريس، تعد "مؤسفة وغير مقبولة... لن تساهم بالتأكيد في عودة سريعة للعلاقات الثنائية إلى طبيعتها".
وأضاف المسؤول الجزائري، إنه ورغم محاولة ألباريس نكران ما أدلى به من تصريحات وإسنادها للصحافة الإسبانية- أو علي الأقل ما فمته من سياق تصريحاته- إلا أن ذلك لن يجدي نفعا فرغم أن "وزارة الخارجية الإسبانية حاولت تصحيح الوضع مع الصحافة الإسبانية، لكننا نحوز على تسجيل صوتي يؤكد أن الوزير قد أدلي بالفعل بتصريحات مسيئة وتتناقض مع السلوك واللياقة البروتوكولية".
وأوضح المسؤول الجزائري أن "مثل هذه التصريحات لن تساهم بالتأكيد في عودة سريعة للعلاقات الثنائية إلى طبيعتها وسيتعين على الوزير الإسباني تحمل العواقب".
وقال خوسيه مانويل ألباريس عبر أثير إذاعة أوندا ثيرو "لن أؤجج خلافات عقيمة لكن إسبانيا اتخذت قرارا سياديا في إطار القانون الدولي وليس هناك شيء آخر يمكن إضافته".
وأعلن ألباريس الاثنين أن "من بين كل هذه التصريحات، ما أحتفظ به هو الضمان الكامل لتزويد إسبانيا بالغاز الجزائري واحترام العقود الدولية".
واستنكرت الجزائر "تحول" موقف مدريد واستدعت في اليوم التالي سفيرها في إسبانيا.