في الوقت الذي ما زال فيه طبيب التجميل الشهير، الدكتور الحسن التازي، ينكر أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء كل التهم المنسوبة إليه جملة وتفصيلا، تتناسل مجموعة من الحقائق بين الفينة والأخرى في هذا الملف الثقيل الحابل بمعطيات ساخنة. المتهمة الثانية من حيث المسؤولة الجنائية في هذه القضية والمسماة زينب، وهي الوسيطة في جمع التبرعات من المحسنين، باحت وهي بين يدي المحققين بخبايا هذه العملية منذ أن كانت تتواصل مع المتبرعين إلى غاية إقناعهم بضخ أموال طائلة، كانت تُرسل إما في حساب المصحة أو في حساب زوجة الدكتور الحسن التازي أو في حساب الوسيطة نفسها.
بدأت الحكاية في سنة 2016 مع الطفلة آية التي كانت تعاني من سمنة مفرطة وكانت بحاحة إلى تدخل جراحي من أجل شفط الدهون ونجحت الوسيطة في أن تستميل قلب أحد المسؤولين للحصول على مبالغ مالية مهمة تحت يافطة العمل الإنساني والإحسان العمومي.
كانت تعتمد المعنية على براعتها في فن الإقناع قبل أن تُسقط المتبرعين في الفخ واستمرت على هذا المنوال، خاصة بعدما تلقت اتصالا هاتفيا من إحدى المتهمات في هذه القضية، ويتعلق الأمر بإحدى الكاتبات بمصحة الدكتور الحسن التازي والتي شجعتها على المضي قدما في جمع التبرعات.
الوسيطة، سال لعابها بعد أن تواصلت معها زوجة الدكتور التازي في سنة 2018 بعدما طالبتها بتكثيف جهودها وجذب متبرعين جدد، لكن هذه المرة كانت الأمور مخالفة تماما، إذ جرى إخبارها بالحصول على عمولة مقابل كل عملية كانت تقوم بها وبنسب مغرية.
ضعفت أمام الأموال بعدما استطاعت أن تقنع مجموعة من الأثرياء والمسؤولين في قطاعات مختلفة وكذا فنانين بالتبرع إلى أن تفجرّت هذه القضية قبل أن تأمر النيابة العامة بفتح تحقيق في هذا الخصوص ويحال الدكتور الحسن التازي وشقيقه وزوجته وآخرين على قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء في الثاني من الشهر الجاري.
المعنية، عرّت اللثام أمام المحققين عن أسماء شخصيات عمومية، كانت تتحصل منهم على مبالغ مالية تتراوح بين 10 ملايين سنتيم و20 مليون سنتيم، كما أزاحت الستار عن خبايا المحادثات التي كانت بينها وبين زوجة الدكتور الحسن التازي.
هذا المعطى، والمتمثل في تواصل زوجة طبيب التجميل الشهير مع الوسيطة، واجه به قاضي التحقيق رفيقة درب الدكتور التازي في الحياة والعمل بعدما فضحت الخبرة المنجزة على الهواتف المستور.