شهدت معظم مناطق المملكة، خلال الأيام القليلة الماضية، تساقطات مطرية وثلجية مهمة، أنعشت آمال الفلاحين الصغار في إنقاذ بعض المحاصيل الفلاحية، رغم موجة الجفاف الاستثنائية التي شهدتها مناطق من المملكة خلال الموسم الحالي، انعكست سلبا على مربي المواشي الذين يشتكون من ارتفاع أسعار الحبوب والأعلاف، وهو ما يؤكد الحاجة إلى التفكير أيضا في المواسم الفلاحية المقبلة، في مقابل انتعاش حقينة السدود التلية والكبيرة، لترفع من المخزون المائي. وتشكل قلة التساقطات المطرية بالمغرب، مصدر قلق كبير لدى المغاربة، حيث يؤدي الجفاف إلى انخفاض صادرات المواد الفلاحية، وارتفاع واردات الحبوب والأعلاف، وبالتالي تأثيره على الميزان التجاري، وعلى مستوى الموارد المائية والفرشة المائية الجوفية ومخزون السدود، كما يؤثر على المعيش اليومي للفلاحين الصغار وسكان القرى المعتمدين على الزراعة المعيشية.
لكن التساقطات المطرية الأخيرة، استبشر بها المغاربة عموما، خيرا في ظل ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية، كما أنعشت آمال الفلاحين، خصوصا أنها امتدت شهر مارس وأبريل الذي نحن بصدد توديع الأسبوع منه، كما تراهن عليها الحكومة من أجل إنعاش الفرشة المائية وملء حقينات السدود.
وفي هذا السياق، قال المختص في الأرصاد الجوية محمد بلعوشي، في تصريح ل"الأيام24′′، إنه فترة تأخر التساقطات المطرية التي عرفها المغرب خلال بداية الفصل الممطر خاصة خلال فصل الشتاء والذي كان هناك خلاله التأخر ملموس من ناحية التساقطات المطرية، حيث كان ناتجا عن استمرار المرتفع الأصوري وهي عبارة عن ضغط جوي مرتفع لم يسمح بمرور الاضطرابات الجوية بالدخول إلى المملكة ومناطق أخرى.
واعتبر بلعوشي،أن هذا المرتفع بقي يتمركز فوق المغرب، وبالتالي كان يحجز ويدفع كل الاضطرابات الجوية الممطرة نحو شمال أوروبا.
وأوضح المختص في الأرصاد الجوية، أن استمراريته في موقعه جعل أن تشهد مناطق المملكة تساقطات مطرية ليس في وقتها المعتاد، حيث الجو كان أكثر حرارة وجفاف.
وأوضح بلعوشي، أن خلال الفترة الأخيرة هذا المرتفع الأصوري بدأ بالتلاشي ، وأدى إلى انخفاض في الضغط الجوي الذي كان مرتفعا، وهو ما لمسناه خلال بداية الفصل الربيع حيث لاحظنا خلال شهر مارس أبريل الجاري أن الحالة الجوية بدأت تتغير وعادت إلى طبيعتها.
وأشار المسؤول السابق في مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية أن هذا المرتفع الجوي تلاشى، وأصبح هناك مرتفع جديد مكن الكتل الهوائية الرطبة من الدخول من المحيط الأطلسي المجاور وبالتالي تكون اضطرابات جوية محلية والتي كانت في أغلب الأحيان سحب ركامية ممطرة أعطت تساقطات مطرية كانت في أغلب الأحيان على شكل زخات مطرية وكذا نظرا لانخفاض درجات الحرارة أعطت بعض التساقطات الثلجية فوق القمم الجبلية للأطلس بالخصوص.
وكانت الحكومة قذ شرعت، تنفيذا للتوجيهات السامية للملك محمد السادس ، في تطبيق برنامج استثنائي بقيمة 10 مليارات درهم للتخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية.
ويرتكز البرنامج على ثلاثة محاور تتعلق بحماية الرصيد الحيواني والنباتي وتدبير ندرة المياه، والتأمين الفلاحي، والتخفيف من الأعباء المالية على الفلاحين والمهنيين وتمويل عمليات تزويد السوق الوطنية بالقمح وعلف الماشية علاوة على تمويل الاستثمارات المبتكرة في مجال السقي.