تستعد الجزائر لإجراء مناورات عسكرية مُشتركة مع روسيا، على أبواب الحدود الشرقية للمملكة المغربية، الشيء الذي أثار جُملة من التساؤلات من طرف الباحثين في الشأن الدولي، خاصة بعد الاتهامات المتتالية من النظام الجزائري للمغرب بتوطين إسرائيل على حدودها، فهل تسعى الجزائر للمعاملة بالمثل، بعد مناورات الأسد الإفريقي مع الجيش الأمريكي؟ وفي بيان صحافي، قال المكتب الصحفي للمنطقة العسكرية الجنوبية بالجزائر، "انعقد في مدينة فلاديقوقاز الروسية المؤتمر التخطيطي الأول للإعداد لمناورات القوات البرية الروسية الجزائرية المشتركة لمكافحة الإرهاب، التي من المقرر إجراؤها في نونبر من هذا العام في قاعدة حماقير بالجزائر".
وفي هذا السياق، أوضح محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أنه بحسب بيان المنطقة العسكرية الجنوبية بالجزائر، فإن هذه المناورات ستكون عبارة عن تحركات تكتيكية للبحث عن الجماعات المسلحة غير الشرعية وكشفها وتدميرها، مشيرا إلى أن "الحدود المغربية الجزائرية تعرف أمنا واستقرارا وذلك بشهادة كل الملاحظين والمراقبين الدوليين، عكس المناطق الحدودية الأخرى للجزائر، حيث الانفلات الأمني والتحركات الإرهابية الممولة والمسيرة من طرف حكام الجزائر".
وزاد بنطلحة الذي يشغل كذلك مدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، في حديثه إلى الأيام 24، أن إشراك روسيا في المناورات، قرب الحدود المغربية هو محاولة لإقحام روسيا في موضوع تحرص فيه على أخد مسافة بين الجانبين، مؤكدا أن "العلاقة الروسية المغربية هي في أحسن الأحوال، وتربطنا وإياهم العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية، من بينها اتفاقية الصيد البحري، التي تعترف فيها روسيا ضمنيا بمغربية الصحراء".
"إن الجزائر وبفعل التغيرات الجيوسياسية التي عرفتها المنطقة مؤخرا، وكذلك الانتصارات الدبلوماسية المغربية المتتالية، أصابت حكامها بالارتباك الناجم عنه ردود أفعال تنم عن قصر النظر وضعف الرؤية الاستراتيجية، حيث وجدوا أنفسهم في عزلة إقليمية ودولية، وهي تحاول أن تقوم برد فعل عن التمارين التي يقوم بها المغرب، في إطار عمليات الأسد الإفريقي، وكذلك التمرين الذي قامت به فرقة المروحيات الفرنسية مع الجيش المغربي" يختم بنطلحة حديثه للأيام 24.