مع التطورات الإيجابية التي عرفتها بلادنا في ما يخص الحالة الوبائية من خلال انتقال معظم جهات المملكة الى المستوى الأخضر، وفي وقت يوصي فيه عز الدين الابراهيمي مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية في كلية الطب والصيدلة وعضو اللجنة العلمية الوطنية والتقنية لكوفيد19، بوضع جدولة زمنية محددة للرفع التدريجي لبقية القيود المفروضة جراء فيروس كورونا المستجد. في هذا الإطار، يورد الطيب حمضي في مقال له توصلت "الأيام24" بنسخة منه، احتمال ظهور متحور جديد وارد جدا لكن احتمال أن يكون هذا المتحور أكثر خطورة من أوميكرون يبقى ضعيفا وإن لم يكن منعدما، يتابع حمضي أن تراجع دور الإجراءات الوقائية الفردية من كمامات وتباعد في حماية الصحة العامة بالنظر لقدرة أوميكرون الهائلة على التفشي مع احتفاضها بأهميتها في الحماية الفردية للفئات الهشة وإلى حد ما في خفض احتمال ظهور الطفرات والمتحورات. إضافة لعدم التزام عدد كبير من المغاربة منذ مدة طويلة، موضحا خطر الإصابات الحرجة والوفاة يبقى محدقا أساسا بالأشخاص الغير ملقحين بشكل كامل في صفوف من يزيد عمرهم عن الستين وأصحاب الأمراض المزمنة بينما لن تشكل تلك الحالات الحرجة بينهم خطورة على المنظومة الصحية.
في سياق متصل يقترح الطيب حمضي، شهر مارس موعد للشروع في تخفيف القيود الصحية لتخفيف الإجراءات بالنسبة للأسفار الدولية وكذا الغاء اجبارية وضع الكمامات بالأماكن المفتوحة والسماح التدريجي بالتجمعات الكبرى بالأماكن المفتوحة.ويضيف حمضي أنه ابتداء من الأسبوع الثالث من شهر مارس يجب الغاء اجبارية الكمامات بالأماكن المغلقة ذات التهوية والسماح بالعودة التدريجية للأنشطة الكبرى في الأماكن المفتوحة والأماكن المغلقة على حد السواء بما في ذلك صلاة التراويح خلال شهر رمضان وكذا الحفلات والتجمعات والجنائز والملاعب.
ويشدد الطيب حمضي على الإستمرار في التوصية بقوة للأشخاص المسنين ذوي الهشاشة ولو كانو ملقحين بتجنب الأماكن المغلقة والتجمعات الكبرى، إضافة الى حمل الكمامة واحترام التباعد كلما اضطروا للتواجد بمثل هذه الأماكن والتوصية بالتقيد بالتدابير كذلك بالنسبة للأشخاص المحيطين بهذه الفئات الهشة أو المنشغلين معهم أو المتواجدين معهم في نفس المكان .
ويضيف المتحدث أن الحماية ستصبح فردية عوضا عن الحماية الإجتماعية حيث أن المواطن الملقح محمي الغير ملقح غير محمي يشير حمضي الى أن كل مواطن أمامه وسائل الحماية من تلقيح وكمامة وتباعد وتطهير لليدين وتجنب الإزدحام ومن مسؤوليته الفردية أن يختار باقة وسائل الحماية ودرجة الحماية التي يريد توفيرها لنفسه وللمحيطين به من أشخاص من ذوي الهشاشة البالغة الذين لا تتجاوب مناعتهم الضعيفة مع اللقاحات بشكل جيد.
في نفس السياق يضيف حمضي أن الأشخاص الذين لم يتمكنو من الإستفادة من اللقاح لأسباب طبية سيكون عليهم مضاعفة مجهوداتهم وحذرهم والتزامهم بوسائل الحماية وخصوصا المسنين من ذوي الهشاشة. ويؤكد على أن "الأطفال الصغار أقل من 11سنة والذين سيكونون الضحايا العرضيين للإصابات بالفيروس أكثر بعد الرفع أو التخفيف من الإجراءات الفردية والجماعية بسبب عدم تلقيحهم، منهم الأطفال ذو الهشاشة الصحية والمناعية"، ويشدد حمضي على أن هؤلاء يجب فتح باب تلقيحهم وحث وتشجيع أسرهم على ذلك وكذلك إصابة الأطفال الأصحاء مع ما للاصابة بالفيروس من احتمالات منها الإلتهابات العامة لمابعد كوفيد وكوفيد طويل الأمد وما لا نعرفه عن مخلفات الفيروس على المدى البعيد ولهذا يقترح الطيب حمضي فتح امكانية التلقيح بحرية كاملة امام أسر هذه الشريحة العمرية التي تفضل الحصانة اللقاحية على خطر العدوى.
وفيما يتعلق بالمنظومة الصحية يؤكد حمضي أنه قد حان الأوان لتعود لأدوارها الطبيعية المنوط بها للتكفل بكافة الأمراض والبرامج الصحية الأخرى وتدارك التأخير الذي طال عددا من التدخلات الطبية بسبب الجائحة ويضيف حمضي رجوع الأطر الطبية والتمريضية والسلطات المحلية الموزعة على على مراكز التلقيح لأعمالها الأصلية وتقرير مراكز قارة محددوة بأوقات مخصصة لمواجهت هذه المهمة.
هذا ويضيف حمضي استمرار الإصابات الجديدة وكذا الخطرة والوفيات بكل تأكيد وسط غير الملقحين خلال الأسابيع والأشهر المقبلة بل لسنوات طويلة أخرى يؤكد الطيب حمضي أن الجائحة ستنتهي ولكن الفيروس سيبقى متوطنا لكن الحالات الخطرة لن تكون بالكثرة التي تهدد الصحة العامة والمنظومة الصحية لذالك يشير حمضي ان المستشفيات والمصحات يجب أن تعود لعملها المعتاد دون أجنحة خاصة بكوفيد وتعيين مصلحة كوفيد وأسرة انعاش كوفيد بجناح واحد داخل مستشفى واحد بكل جهة لتبقىباقي المستشفيات متحررة من اكراهات كوفيد.
ويذهب الطيب حمضي الى أن التلقيح والجرعة الثالثة ستبقى هي الحماية الأساسية والفعالة ضد خطر الإصابات الحرجة والوفيات بالنسبة للفئاو الهشة لسنوات طوال، و يؤكد حمضي أن الإستفادة من هذه الجرعة اليوم سيمكننا جميعا من العودة للحياة الطبيعية بفضل الحماية اللقاحية دون جثث مواطنين ترددو على التلقيح.