شهدت مخيمات تندوف احتجاجات قوية، منذ أمس السبت إلى غاية اليوم الأحد، بتزامن مع زيارة لوفد عسكري جزائري رفيع المستوى لما يسمى "ولاية السمارة"، وذلك احتجاجا على مقتل شاب برصاص عسكري جزائري، محملة المسؤولية لجنرالات الجزائر وقيادات البوليساريو. وحسب مصادر من داخل مخيمات تندوف، فإن عددا كبيرا من سكان مخيمات تندوف، خصصوا استقبالا مثيرا لقادة وضباط من الجيش الجزائري، إذ رفعوا شعارات قوية في وجههم، ووضعوا بذلك المسؤولين العسكريين الجزائريين ومعهم قيادة البوليساريو في موقف محرج، وخصوصا بعد اللقاءات العسكرية التي شهدتها تندوف بين الجانبين، والذي جاء ليرفع من معنويات سكان المخيمات الذين يشعرون باليأس من طول أمد هذا النزاع بالمنطقة. وأضافت المصادر ذاتها أن تندوف شهدت اليوم الأحد وأمس السبت، احتجاجات قوية، تؤشر على ارتفاع مستوى الغضب واليأس بالمخيمات، إذ عبّر المحتجون عن غضبهم القوي بعد قتل شاب صحراوي برصاص عسكريين جزائريين، مشددين على أن الوقت قد حان ليرفع النظام الجزائري يده على "نزاع الصحراء"، متهمين إياه بخدمة مصالحه فقط ومصالح جنرالاته. ومن جهتها، وسائل إعلام البوليساريو لم تتحدث كعادتها عن هذه الاحتجاجات، وخصصت مقالات مشيدة باستقبال البوليساريو للقادة العسكريين الجزائريين بقيادة قائد الناحية العسكرية الثالثة سعيد شنقريحة، وذلك في ما يسمى ب"ولاية السمارة"، مشيرة إلى أن هذا الأخير بعد أن ثمّن وقوف الجزائر "حكومة وشعبا" مع ما أسماه "نضال الشعب الصحراوي"، قدم هدايا ثمينة لقياديي البوليساريو. وكانت مصادر من داخل المخيمات أكدت أن اجتماعا مغلقا بين قادة كبار من الجيش الجزائري ورؤساء مليشيات البوليساريو، انعقد بإحدى الثكنات العسكرية الجزائرية بتندوف، وذلك بحضور قادة وضباط عسكريين جزائريين ورؤساء ميليشيات البوليساريو، مضيفة أن الاجتماع سيخصص لدراسة أزمة الكركرات والانسحاب المحتمل للبوليساريو من قندهار وكيفية تسويقه للمحتجزين بمخيمات تندوف. ويرى مراقبون أن الجزائر تستغل بشكل مثير قضية أزمة الكركرات لأجل تصدير أزماتها الداخلية التي تمر منها البلاد، وخصوصا على المستوى السياسي، بعد الغموض الذي يلف الحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إذ لا يزال عديم الظهور، ويتكلف رئيس الوزراء عبد المالك سلال، بالرد على أنباء تتحدث عن وفاته بين الفينة والأخرى، حيث قال " إن الرئيس على ما يرام"، وهو ما أثار موجة من السخرية بالجزائر، إذ طالب الجزائريون برؤية الرئيس للتأكد من أنه فعلا "على ما يرام". وكان عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، قال في تصريح ل "الأيام 24" إن سيناريو اندلاع مواجهة عسكرية بين المغرب وجبهة البوليساريو وارد جدا، نظرا للتطورات السريعة التي تشهدها منطقة الكركرات بالصحراء المغربية، والوضع الغامض للنظام الجزائري، والمتمثل أساسا حول وجود صراع على السلطة، الذي يمثله الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.