يعقد غدا السبت مسؤولون كبار بالجيش الجزائري ورؤساء ميلشيات البوليساريو، اجتماعا مغلقا، بإحدى الثكنات العسكرية الجزائرية بتندوف، وذلك لدراسة تطورات أزمة الكركرات. وأفادت مصادر من داخل مخيمات تندوف، أن اجتماعا مغلقا بين الجيش الجزائري ومليشيات البوليساريو، سينعقد غدا السبت بإحدى الثكنات العسكرية الجزائرية بتندوف، وذلك بحضور قادة وضباط عسكريين جزائريين ورؤساء ميلشيات البوليساريو، مضيفة أن الاجتماع سيخصص لدراسة أزمة الكركرات والانسحاب المحتمل للبوليساريو من قندهار وكيفية تسويقه للمحتجزين بمخيمات تندوف. وأضافت المصادر ذاتها أن الجزائر والبوليساريو يسعيان للركوب على الأحداث الأخيرة، وتسويق فكرة استعادة منطقة الكركرات وتحريرها، ثم جعل سكان المخيمات يعتقدون أن فكرة الانسحاب المنتظر بمثابة جزء من الانتصار المزعوم، من خلال مواجهة الأممالمتحدة والمغرب، في الأيام الماضية، قبل اتخاذ قرار الانسحاب. غير أن هذه المصادر، أكدت أن النظام الجزائري والبوليساريو يريدان من خلال هذا الاجتماع العسكري، توجيه رسالة إلى المغرب، مفادها استعداد الجانبين لأي حرب محتملة بالمنطقة، مضيفة أن الجزائر هي التي تدفع في هذا الاتجاه من أجل تصدير أزمتها السياسية التي تمر منها البلاد، حتى تُبعد الرأي العام الجزائري من مناقشة الأوضاع السياسية والاقتصادية الخطيرة التي تمر منها البلاد. ومن جهتها، نقلت وسائل إعلام تابعة للبوليساريو عن مصدر من ما يسمى ب "وزارة الدفاع الوطني" للجمهورية الوهمية، قوله إن الاجتماع العسكر المذكور سيحمل اسم "الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز"، ويأتي انعقاده في إطار تبادل التجارب بين ما أسمته "الجيشين الصحراوي والجزائري"، مضيفة أنه يأتي بتزامن مع حالة الاستنفار المعلنة في ما أسمته "جيش التحرير الشعبي الصحراوي"،المرتبطة بأزمة الكركرات. وكانت البوليساريو قد قررت عدم الانسحاب من منطقة الكركرات عقب بيان للأمم المتحدة الذي دعا المغرب والبوليساريو إلى ضبط النفس، والانسحاب الفوري من المنطقة، وهو ما طبقه المغرب بانسحابه بطريقة أحادية الجانب، في حين أبقت البوليساريو ميلشياتها بالمنطقة حيث تقوم باستفزازات وابتزاز مستعملي الطريق التي تربط المغرب بموريتانيا، والتي تعبر الكركرات. وواصلت وسائل إعلام تابعة للبوليساريو، منذ أمس الخميس، هجومها على الأممالمتحدة، وذلك حين ربطت استقالة كريستوفر روس، المبعوث الأممي إلى الصحراء، بفشلها في إيجاد حل لنزاع الصحراء، معتبرة أن استقالة روس، تبرز فشل الأممالمتحدة في تحقيق تقدم في مسار السلام بالصحراء، مشيرة إلى أنها تنتظر تعيين خليفة للمبعوث السابق. ومن جهة أخرى، يرى مراقبون أن الجزائر تحاول اللعب على وتر أزمة الكركرات، وخصوصا أنها جاءت بتزامن مع أزمة سياسية خانقة تعيشها الجارة الشرقية للمغرب، في ظل عدم وضوح الرؤية بخصوص مصير النظام الجزائري مع تدهور الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة، وانتشار أنباء تتحدث عن وفاته، في وقت ارتفعت فيه أصوات المعارضة ونشطاء في مختلف المجالات ينددون بالأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، ويطالبون بتغيير حقيقي وديمقراطي في البلاد، وإنهاء سيطرة الجنرالات على الحكم. ووضعت الجزائر قواتها المسلحة في حالة استنفار قصوى، خاصة تلك الموجودة في المنطقة العسكرية الثالثة، وذلك تأهبا للتدخل دعما لحركات انفصالية وشيكة في محيط الجدار الأمني، وهو ما قال عنه خبراء عسكريون وأمنيون بأن النظام الجزائري يسعى إلى إشعال "حرب رمال ثانية".