جاءت تعليمات الملك محمد السادس بدعم المغرب ترشيح السعودية لاحتضان "إكسبو 2030″، لتؤكد أن أن الدولة المغربية طوت صفحة الماضي بعد طعنة الرياض بالتعبئة ضد ملف "موروكو2026" لاستضافة كأس العالم 2026. وقررت المملكة المغربية بتعليمات من الملك محمد السادس، دعم ترشيح المملكة العربية السعودية لاحتضان المعرض الدولي "إكسبو 2030" في مدينة الرياض، وفق بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
ويتذكر المغاربة واقعة ما جرى في يونيو 2018، بعد إعلان السعودية عدم دعمها لملف المغرب لاستضافة كأس العالم 2026، بل وتعبئتها لصالح ملف مشترك قدمته أمريكا وكندا والمكسيك "يونايتد2026" وهو من فاز حينها بشرف استضافة البطولة العالمية.
إذ أعلن تركي آل الشيخ، -رئيس هيئة الرياضة سابقا- ومستشار الديوان الملكي السعودي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، عن عدم دعمه للملف المغربي عبر تغريدات في حسابه على موقع تويتر، قبل أن يستقبل رئيس الاتحاد الأمريكي لكرة القدم والمشرف على اللجنة الثلاثية ويبدي إعجابه بملف الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك لاستضافة المونديال.
سعدت بلقاء رئيس الاتحاد الأمريكي لكرة القدم رئيس اللجنة القائمة على ملف الترشح لدول أمريكا وكندا والمكسيك ملف قوي لتنظيم كأس العالم 2026م pic.twitter.com/GsFQSYrX4L — TURKI ALALSHIKH (@Turki_alalshikh) April 3, 2018
ومباشرة بعد إعلان نتائج التصويت، وفوز الملف الأمريكي-الكندي-المكسيكي ب 134 صوتا من بينها أصوات السعودية والإمارات والكويت والبحرين ولبنان والأردن والعراق، مقابل 65 صوتا لملف "موروكو2026″، اعتبر المغاربة موقف الدول العربية السابقة على رأسها السعودية "خيانة وغدر"، فيما غرد تركي الشيخ كاتبا " لم يطلب أحد أن ندعمه في ملف 2026 ،وفي حال طُلب منا سنبحث عن مصلحة المملكة العربية السعودية أولا".
لم يطلب أحد أن ندعمه في ملف 2026 وفي حال طُلب منا سنبحث عن مصلحة المملكة العربية السعودية أولا…?? اللون الرمادي لم يعد مقبولا لدينا …! — TURKI ALALSHIKH (@Turki_alalshikh) March 18, 2018
وخلقت أزمة دول الخليج مع قطر حينها استقطابات بين قطبان، إذ أن "قطر كانت أوّل دولة تعلن دعمها اللا مشروط لإعلان المغرب ترّشحه لاستضافة مونديال 2026″، في مقابل ذلك أعلنت الرياض رفضها دعم الرباط بسبب انحيازها للدوحة".
هناك من اخطى البوصلة اذا اردت الدعم فعرين الاسود في الرياض هو مكان الدعم، ماتقوم به هو اضاعة للوقت دع "الدويلة" تنفعك…! رساله من الخليج ل المحيط . — TURKI ALALSHIKH (@Turki_alalshikh) March 18, 2018
وبالرغم من كل ذلك، فالمغرب تربطه علاقات تاريخية واقتصادية وسياسية مع السعودية تتجلى في تفضيل العاهل السعودي لمدينة طنجة لقضاء عطلته السنوية، كما أن الاستثمارات الاقتصادية السعودية متعددة في المغرب.
بالإضافة إلى أن "الرياض تدعم بقوة الحل الذي تقدمه الرباط لنزاع الصحراء المفتعل، في مقابل ذلك تدعمها الرباط في صراعها مع إيران، فيما تراجعت عن دعمها في الحرب في اليمن بعد مقتل طيار مغربي وعدم وضوح أفق الحرب بعد سنوات من اندلاعها".
كما تجدر الإشارة إلى أن بلاغ وزارة الخارجية المغربية الأخير الداعم لملف ترشيح السعودية لاحتضان "إكسبو 2030″، أكد أن "هذا الدعم يأتي انسجاما مع العلاقات المتميزة التي تجمع المملكة المغربية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وفي ظل الوشائج الأخوية الصادقة التي تربط صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، بأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وبولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وذلك سيرا على سنة التضامن الموصول والتعاون الفاعل والدعم الثابت والمتبادل بين البلدين الشقيقين".