هاجم الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، عبد الإله ابن كيران الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، محملا إياه مسؤولية "البلوكاج" الحكومي، وتعميق الفجوة مع الفرقاء السياسيين في ظل الظروف السياسية الراهنة، حيث انتقد لشكر بشدة ما أسماه "عدم التعامل الايجابي لحد الآن مع الفرصة السانحة لتكوين أغلبية قوية ومنسجمة". وقال لشكر خلال ندوة صحفية عقدت مساء اليوم الأربعاء بالرباط، أن السرعة التي طبعت تفعيل الملك للمقتضيات الدستورية قابلها تراخ وبطئ شديد وتعثر واضح في تكوين التحالفات ذات أغلبية مريحة لتشكيل الحكومة. وأضاف الكاتب الأول لحزب "الوردة"، أنه تم تسجيل غياب التكامل بين منهجيتين في العمل، قائلا: "هناك فرق كبير بين إدراك الملك لمنهجيته ضمن صلاحياته الدستورية وعدم إدراك رئيس الحكومة المكلف للمنهجية التي عليه اتباعها". وتابع لشكر هجومه على ابن كيران قائلا " أنه لا بد من الإشارة إلى مستوى المؤشر الزمني، فقد عين الملك رئيس الحكومة ثلاثة أيام بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية، فيما لم يستطع رئيس المكلف من تشكيل أغلبيته على الرغم من مرور أكثر من خمسة أشهر". وأضاف لشكر الذي انتقد بشدة موقف ابن كيران الرافض لدخول الاتحاد الاشتراكي إلى الحكومة، بأن المنهجية الديمقراطية في اختيار الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة والبحث عن أغلبيته لوحدها، وإن كانت أساسا للممارسات السياسية الصحيحة، فإنه لا يمكنها أن تفرز مشهدا سياسيا سليما دون منهجية تفاوضية واضحة وناجعة، مضيفا أن "ترسيخ المنهجية الديمقراطية التي ناضلنا من أجلها دستوريا في تعيين الرئيس المكلف لم يواكبها وعي كامل بالمنهجية التفاوضية على المستوى السياسي، حيث وقع إخلال في المسؤولية الملقاة على عاتق المكلف بتشكيل الحكومة، وهو ما أدى إلى بروز منطقين متباعدين، منطق الصدارة الذي ظل حبيس رقم أدى وظيفته الدستورية بتعيين الملك لرئيس الحكومة، ومنطق الشراكة الذي يتجاوز الأرقام غير المفيدة في منظومة انتخابية لا تفرز أغلبية مطلقة لحزب واحد"، يضيف لشكر. وأوضح لشكر، أن منطق الصدارة، أدى إلى "تعثر المشاورات وغياب النفس التفاوضي المتدرج وإيجاد الحلول الملائمة للمشاكل المطروحة، حيث تم اللجوء إلى استعمال قاموس مناهض للتفاوض السياسي من قبيل الاصطفافات والشياطين ضد الملائكة وإهانة الفرقاء وغيرها"، يضيف المتحدث نفسه " بالإضافة إلى غياب المنطق التشاركي الذي يمكنه أن يؤدي إلى تشكيل حكومة قوية ومنسجمة بكل مكوناتها وعلى أساس برامج". وفي السياق ذاته أكد الكاتب الأول، أنهم ملتزمون بقرارات اللجنة الإدارية في ما قررته بخصوص المشاركة في الحكومة، مؤكدا في الوقت ذاته، على أنهم مع عزيز أخنوش لتشكيل الحكومة بأغلبية منسجمة ومريحة.