اختلطت الأوراق على عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المعيّن بعد أن أبدى تفاؤله في وقت من الأوقات بقرب حل أزمة تشكيل حكومته، حيث نسفت تصريحات عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار خلال لقاء حزبي ترأسه بجامعة الأخوين بإفران، نهاية الأسبوع الماضي، كل آمال زعيم إسلاميي المغرب، في العودة مجددا إلى طاولة المفاوضات ضمن جولة أخيرة وحاسمة. واختار ابن كيران بعد طول انتظار لعودة أخنوش من جولته الإفريقية التي رافق خلالها الملك محمد السادس، أن "يهرب"، ويستجيب لدعوة "قطرية" حتى يبتعد ولو لبرهة، عن أجواء الضغوطات الداخلية والخارجية، وتجاذب البلاغات والبلاغات المضادة حتى لا يخرج عن صوابه. فما هي سيناريوهات تشكيل حكومة ابن كيران بعد حالة "البلوكاج" التي استمرت خمسة أشهر، وما الذي سيفعله رئيس الحكومة المكلف بعد عودة الملك من جولاته الإفريقية الأسبوع الجاري، فهل سيعلن للملك فشله ويطلب تدخلا ملكيا لحل الأزمة؟ أم يلجأ لغريمه إلياس العماري الأمين العام للأصالة والمعاصرة، لاستكمال أغلبيته الحكومية، أم سيرضخ لطلبات أخنوش بضم الاتحاد الاشتراكي لتشكيل الحكومة؟ فكل الاحتمالات ممكنة في مشهد سياسي بطابعة البراغماتي. رشيد لزرق الباحث في الشؤون البرلمانية والحزبية، يرى من خلال تصريح ل "الأيام 24"، أن هناك خمس سيناريوهات للإفراج عن حكومة ابن كيران الثانية: كشف أن السيناريو الأول، يتمثل في قبول عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب المصباح دخول التحالف الرباعي (الاحرار، الحركة الشعبية ،الاتحاد الاشتراكي، الاتحاد الدستوري) للتشكيلة الحكومية، مضيفا أن "ما يقوي هذا الطرح هو بروز أصوات من داخل العدالة و التنمية تدعو إلى ضرورة تبني ابن كيران الواقعية السياسية و المرونة". السيناريو الثاني، هو استمرار التجاذبات إلى ما بعد المؤتمرات الحزبية لكل من حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي وحزب العدالة والتنمية، وانتظار ماذا ستفرزه من تغييرات على مستوى القيادة والتي ستحدد بقاء نفس القيادات من عدمها. وزاد لزرق، بخصوص السيناريو الثالث، أنه وبعد حالة الانتظارية التي يعيشها المشهد السياسي، المكلفة اقتصاديا والتي يمكن أن تؤثر على المغرب وعلاقاته الاقتصادية مع باقي البلدان خاصة الدول الإفريقية التي تم التوقيع معها على مجموعة من الاتفاقيات، سيكون التدخل الملكي بالتحكيم بين الأطراف المتصارعة. أما السيناريو الرابع، يضيف ذات المحلل السياسي، فإنه يسير في اتجاه إمكانية تعيين الحزب الثاني لتشكيل الحكومة أي حزب الأصالة والمعاصرة، ولكن يؤكد لزرق، "هذا السيناريو رهين بإعلان ابن كيران فشله في هذه المهمة أمام الملك". وخلص لزرق، في إطار سرد السيناريوهات الممكنة لحل أزمة "البلوكاج" الحكومي بعد عودة الملك، بأن السيناريو الخامس سيكون إجراء انتخابات سابقة لأوانها، ما يعني حل مجلس النواب من قبل الملك.