في عناد مكشوف، لم تتوقف الجزائر من سباقها نحو التسلح في محاكاة وتحد للمغرب بشراء نفس الأسلحة والعتاد الحربي الذي يقتنيه -المغرب- بعد أسابيع فقط من إعلان الرباط عن نوعيته ودرجة أهميته. وصنفت الجزائر الثلاثة عربيا و27 عالميا ضمن أقوى جيوش العالم، أما المغرب فجاء في التصنيف الخامس عربيا، و53 عالميا، بحسب التصنيف السنوي الصادر عن الموقع العالمي "غلوبل فاير باور"، لأقوى الجيوش العسكرية في العالم خلال السنة الجارية 2022.
وكشفت تقارير أن الجزائر تمتلك حتى الآن أول نسبة إنفاق للميزانية العسكرية في القارة الإفريقية، قُدرت عام 2020 بنحو 10 مليارات دولار، يمكن للمغرب أن يتجاوزها بحلول عام 2022 بمبلغ 12.8 مليار دولار".
وكشف موقع "مينا ديفانس" المختص في الشأن العسكري، أن الجزائر طلبت أربع طائرات دون طيار "الدرون" من الصين، حيث ستتلقى القوات الجوية الجزائرية هاته الطائرات المسيرة والثقيلة هذا العام بعد توقيعها العقد في 21 دجنبر 2021″.
وأصبحت الجزائر هي الزبون رقم 1 للطائرة الصينية بدون طيار WJ-700 القتالية عالية السرعة وعالية الارتفاع، التي لها أداء منقطع النظير في المنطقة، إذ أن المقاتلة الصينية لديها قدرة على التحمل لمدة 20 ساعة، 15 كم من الارتفاع و 600 كم/ ساعة من الرحلات البحرية تجعل هذه الطائرة بدون طيار تطير أعلى وأسرع بكثير من معظم منافسيها".
وستتوصل الجزائر بهذه الطائرات قبل نهاية الربع الأول من السنة الجارية، فيما ستحصل على ما يقارب 60 طائرة مسيرة عن بعد قبل نهاية السنة الجارية، حيث ستؤدي الطائرات الصينية خدمات عسكرية حيث باستطاعتها التحليق ل60 ساعة متتالية في الجو، كما يمكنها إطلاق الصواريخ وجمع المعلومات الاستخباراتية والتجسس.
ويبدو أن هذا التحرك الجزائري لاقتناء هذا النوع من الطائرات الحربية الصغيرة والمسيرة عن بعد، يأتي بعد امتلاك المغرب لعدد مهم من طائرات الدرون، عبر عدة صفقات، أبرزها الصفقة التي أبرمتها القوات المغربية مع تركيا التي حصل بموجبها على 13 طائرة مسيرة عن بعد من نوع "بيرقدار تي بي 2″، مع صفقة إضافية للحصول على 6 طائرات أخرى من هذا النوع قريبا.
وأكد مراقبون أن هذا التهافت من قبل الجزائر راجع إلى إبرام المغرب مؤخرا صفقات مع إسرائيل وتركيا، خاصة بعد حصول الرباط على 13 طائرة بدون طيار من أنقرة، وذبك في إطار مسلسل تطوير و تجديد ترسانة القوات المسلحة الملكية حتى تكون على أعلى درجات الحداثة والكفاءة والجاهزية لمواجهة كافة الأخطر والعدائيات الحديثة.
وزادت حدة عناد الجزائر، بعد تسريب أخبار عن تطوير إسرائيل مشروع صناعة الطائرات المسيرة بالمغرب، وذلك في إطار التقارب المغربي الإسرائيلي لتقوية العلاقات الثنائية وتبادل الخبرات ومواجهة التحديات المشتركة.
ويسعى المغرب إلى تنويع سرب الطائرات من دون طيار في فئة الرصد وتوجيه نيران المدفعية للتصدي لتحركات قوات البوليساريو التي تعتمد على تكتيكات ميدانية غير محددة الأهداف حيث تمكن طائرات الدرون المغرب من تمشيط مناطق شاسعة في الصحراء وتحديد الأهداف العسكرية التي يجب استهدافها بدقة دون عناء التنقل ميدانيا والمخاطرة.
ورصد المغرب الذي ميزانية ضخمة بهدف التسليح وشراء مدرعات وطائرات للجيش إذ قامت الحكومة بتخصيص 12.74 مليار دولار ل"شراء وإصلاح معدات القوات المسلحة الملكية"، بارتفاع بلغ قدرة 510 مليون دولار عن الميزانية السابقة لسنة "2021.
وتضم القوات المسلحة الملكية المغربية 325 ألف جندي، منهم 200 آلف ينشطون في الخدمة العسكرية، فيما يوجد 100 ألف جندي رهن الاحتياط، أما القوات شبه العسكرية فتصل إلى 25 ألف، بحسب ما جاء في التقرير.
فيما تتألف القوات الجوية للمغرب من 249 طائرة عسكرية، منها 83 طائرة مقاتلة، و64 هيليكوبتر، و29 مخصصة للنقل و 67 طائرة للتدريب و القتال و 4 طائرات للمهمات الخاصة، وأسطولان اثنان من الناقلات، فيما تتوفر قواته البرية على 3.335 دبابة، و3500 مركبة مدرعة، و517 مدفعية ذاتية الدفع، و212 مدفعية مقطورة، و144 منصة لإطلاق الصواريخ.