قضت محكمة في بريطانيا بالسجن ثلاث سنوات على ضابط شرطة بقسم مكافحة الإرهاب بالعاصمة لندن، بعد إدانته بتسجيل مقاطع مصورة لعارضات خلسة أثناء جلسات تصوير وهمية. وسجّل المحقق نيل كوربل العارضات في غُرف فندقية وعقارات تابعة لخدمة "اير بي إن بي" لتأجير المساكن في لندن، وبرايتون، ومانشستر. واستعان كوربل بكاميرات مخبأة في صناديق مناديل ورقية، وشواحن هواتف محمولة، وزجاجات لتصوير النساء. وقالت إحدى العارضات لمحكمة أيزلورث الملكية في لندن إن حياتها "تدمرت كليًا". وأقرّ كوربل، البالغ من العمر 40 عاما، ب 19 واقعة تلصُّص. وفي بيان عن تأثير ما حدث على الضحايا، قالت العارضة إن ما أصابها من ضغط عصبي جعلها تشدّ شعرها، ما خلّف بُقعًا صلعاء في رأسها. وحين أصدر القاضي مارتن إدموندز حكمه، أشار إلى بيانات تأثر الضحايا، التي شملت عارضتين أخريين. وقال القاضي إن اعتداءات كوربل قد "أسهمت بشكل خطير في تقويض الثقة في رجال الشرطة". وشُخّص كوربل باعتباره مدمنا للجنس. وقد كان ضابط الشرطة يصطاد ضحاياه بأنْ يزعم أنه طيّار يهوى التصوير الفوتوغرافي. وقد تعرّف على العديد من الضحايا من خلال وكالة تعمل عبر الإنترنت، تُدعى بيربل بورت، والتي تولّت تنسيق جلسات التصوير مع العارضات. واتفق كوربل مع 16 عارضة على جلسات التصوير الوهمية، بينما كانت الضحايا الثلاث الأخريات مرافقات أو عاملات في مجال الجنس، وافقن على ممارسة نشاط جنسي لكنهن لم يوافقن على تصوير ذلك النشاط، بحسب بيان الادعاء. واعتقل كوربل بعد أن تشككت امرأة في أن ساعة رقمية في الفندق ربما يكون بها كاميرا. وقد أحيلت القضية إلى محكمة مَلكية نظرًا لجسامة جرائم الشرطي، التي ارتُكبت بين 2017 و2020. أما العارضة التي ألجأها الألم النفسي إلى شدّ شعرها، فقالت للمحكمة: "التجربة أثرت على كل مناحي حياتي". "كنت أُقدم على مجازفات محسوبة، لكن الآن بتّ أعطي ظهري لأية فرصة. منذ تعرّضي لتلك الجريمة وأنا أخضع لعلاج نفسي. لقد أصبحتُ أعاني رهاب الخوف، وسريعة الهياج، وتصيبني نوبات ذعر". "انتزعتُ الكثير من شعري بسبب الضغوط النفسية، وقد أورثني ذلك بؤرا صلعاء في رأسي، ولقد تركت عملي نتيجة لذلك". "منوط بهم حمايتنا" وفي حديثها عن أثر جريمة كوربل، قالت إحدى الضحايا أمام المحكمة: "حقيقة كونه شرطيا مؤلمة جدًا؛ فهؤلاء الناس منوط بهم حمايتنا ... وإذا لم توفر لنا الشرطة الحماية، ماذا بإمكاننا أن نفعل؟". وفي محاولة لتخفيف الحكم، قال محامي كوربل إن إدمان موكّله الجنس كان من دوافع جرائمه. وقال المحامي إدوارد هنري إن إدمان كوربل الجنس بدأ في مرحلة طفولته، وأنه تسبب في فقدانه وظيفته في الشرطة بعد 13 عاما قضاها في الخدمة. وأضاف المحامي: "لم يستغل كوربل وظيفته كشرطي أثناء قيامه بالانتهاكات. لم يُسيء استخدام قرش واحد من أموال الشرطة. كما لم يُضيع وقت عمله في ارتكاب الانتهاكات".