وسط تضارب الأنباء بخصوص رحيل الناخب الوطني هيرفي رونار من عدمه، وكثرة القيل والقال حول الأخبار التي أُثيرت خلال الأيام الماضية، والتي ربطت "الثعلب" بمجموعة من المنتخبات الإفريقية، الراغبة في الاستفادة من خبرته على مستوى القارة السمراء، هناك 5 أسباب تجعل رونار يتمسك بالبقاء رفقة "الأسود"، خلال الفترة المقبلة، ولو إلى غاية انتهاء مدة العقد الذي يربطه بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حتى صيف 2018. 1- أهداف معلقة.. ولو إلى حين إلى حدو الساعة لم يحقّق هيرفي رونار الأهداف التي سطرها مع الجامعة المللكية المغربية لكرة القدم يوم تعيينه، حيث حدّد العقد ضرورة تحقيق تأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس إفريقيا 2017 والوصول إلى دورها نصف النهائي، وكذلك التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وهي الأهداف التي لم يحققها المنتخب المغربي منذ مدة طويلة، إذ لم يتأهل إلى كأس العالم منذ مشاركته في نسخة 1998. وإذا كان رونار قد فكّ عقدة تأهل "الأسود" إلى دور ربع النهائي من كأس إفريقيا، التي لازمتهم منذ 2004، فإنه فشل في التأهل إلى المربع الذهبي بعد هزيمته أمام المنتخب المصري. ولا تزال الفرصة متاحة أمام رونار لتحقيق الهدف الآخر، والمتمثل في بلوغ مونديال روسيا العام المقبل.
2- القرب الجغرافي والثقافي
يرى البعض أن بقاء رونار على رأس المنتخب المغربي يمليه القرب الجغرافي والثقافي لبلده، حيث أن "الثعلب" من مواليد فرنسا، ومسألة بقائه بالمنتخب، تجعله قريبا من موطنه، علاوة على وجود الكثير من أوجه التشابه بين بلده الأصلي والمغرب.
3- حلم التأهل للمونديال هو حلم يراود رونار والمغاربة معا، فإذا كان قائد سفينة الأسود قد نجح في الظفر بنسختين متتالتين من كأس إفريقيا مع كل من منتخب زامبيا في نسخة جنوب إفريقيا سنة 2013، ومع منتخب ساحل العاج سنتين بعد ذلك في غينيا الإستوائية، فإنه لم يفلح لحدود الساعة في إضافة مشاركة في كأس العالم لسيرته الذاتية. ولا يملك "الثعلب" الفرنسي سجلا حافلا في الإقصائيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، حيث عرف الفشل على الرغم من خوضه تصفيات المونديال مرتين في مسيرته، وكانتا رفقة منتخب زامبيا.
الآن وبعد 9 سنوات من الممارسة في القارة السمراء مع مجموعة من المنتخبات، يراهن رونار على تعويض الإخفاق في "كان الغابون" مع المغرب، بالتأهل لكأس العالم روسيا 2018، حيث يعول المغاربة على تزعم المجموعة التي تضم كوت ديفوار ومالي والغابون.
4- الدعم الجماهيري
يسود شبه إجماع في أوساط الشارع الرياضي حول ضرورة بقاء رونار على رأس المنتخب المغربي، إذ تعتبر فئة كبيرة من المغاربة أن هناك تحسّن في أداء المنتخب الوطني، مقارنة مع فترات سابقة، علاوة على الوجه المحترم الذي ظهرت به النخبة المغربية بالكأس الإفريقية الأخيرة. ويرى كثيرون أن تأهل المنتخب إلى دور الربع من الكان يعتبر إنجازا في حد ذاته، والفضل يعود إلى "الثعلب الفرنسي" الذي كان بإمكانه الوصول إلى الدور نصف النهائي، لكن "الكرة غدارة".
ويطالب المغاربة بضرورة الإبقاء على رونار، حيث استطاع خلق مجموعة متجانسة وقوية، على الرغم من إشراكه عناصر جديدة تظهر لأول مرة مع المنتخب، وغياب مجموعة من اللاعبين الذين شكلوا النواة الأساسية للمنتخب خلال الفترة الماضية، كما يرون أنه القادر على تأهيل النخبة الوطنية إلى المونديال، وأي تغيير على مستوى الإدارة التقنية قد يعصف بكل ما تم بناؤه.
5- الإغراء المادي يكاد لا يختلف اثنان على الوضعية التي يعيشها المدربون الأجانب بالمغرب، حيث تُوفَّر لهم كل الظروف من أجل تحقيق الأهداف المسطرة، والتخفيف من الخيبات التي يعيشها المنتخب الوطني منذ سنين. وكان فوزي لقجع، قد كشف أن راتب الثعلب هو 60 مليون سنتيم، و بلوغ المونديال ونصف نهائي الكان، سيضيف له 20 مليونا ليصير 80 مليون سنتيم. ويعتبر رونار من بين أغلى المدربين على مستوى القارة السمراء، حيث تقدّم جامعة الكرة المغربية بسخاء للمدربين الأجانب، وهو ما جعل المنتخب الغربي الخيار المفضل لعدد كبير منهم.
بقيت الإشارة إلى أن جامعة الكرة تعاقدت مع رونار السنة الماضية، خلفا للإطار الوطني الزاكي بادو، الذي انفصل بالتراضي عن المنتخب المغربي، على الرغم من عدم فشله في تحقيق المطلوب.