أسندت النيابة العام المغربية التحقيق مع المتهم في قتل سائحة فرنسية ومحاولة قتل أخرى بلجيكية، السبت، إلى شرطة مكافحة الإرهاب، لوجود "شبهة دوافع إرهابية" وراء الجريمة، على ما أفاد مصدر مطلع على التحقيق. وتولى المكتب المركزي للأبحاث القضائية، المتخصص في قضايا الإرهاب، التحقيق في هذه القضية تحت إشراف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، كما "أن هذا الاختصاص موكول لمحكمة الاستئناف بالرباط لوجود شبهة دوافع إرهابية" وراء الجريمة، فيما أن البحث هو الذي سيكشف ذلك.
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني أعلنت، السبت، توقيف المتهم بقتل السيدة الفرنسية بمدينة تزنيت، والذي حاول أيضا قتل ضحية بلجيكية أخرى بعدها بساعات في مدينة أكادير.
من جهتها نصحت الخارجية الفرنسية رعاياها في المملكة "بتوخي الحذر في الأماكن العامة والتنقلات بالمغرب، في أعقاب الاعتداء الذي أدى إلى وفاة سائحة فرنسية بتيزنيت".
هذا وتمكنت عناصر الشرطة بولاية أمن أكادير، مساء السبت، من توقيف شخص يبلغ من العمر 31 سنة، بدون سوابق قضائية، وذلك للاشتباه في تورطه في ارتكاب جريمة القتل العمد ومحاولة القتل العمد التي كانت ضحيتها مواطنتان أجنبيتان بكل من تيزنيتوأكادير.
وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن المشتبه فيه كان قد رصدته كاميرا محل تجاري بالسوق البلدي بتزنيت وهو يعرض مواطنة أجنبية لاعتداء جسدي مفضي للموت بواسطة السلاح الأبيض، قبل أن يلوذ بالفرار ويتم توقيفه بمدينة أكادير بعدما حاول ارتكاب اعتداءات جسدية في حق زبائن مقهى بالشريط الساحلي، من بينهم ضحية من جنسية بلجيكية تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.
وأضاف المصدر ذاته أن إجراءات التحقق من الهوية والتنقيط بقواعد البيانات الأمنية ومراجعة السجلات الطبية قد كشفت أن المشتبه فيه سبق إيداعه بجناح الأمراض العقلية بمستشفى الحسن الأول بتزنيت، لمدة شهر ابتداءا من تاريخ 25 شتنبر إلى غاية 25 أكتوبر 2021، وذلك بموجب أمر تسخير صادر عن السلطة المحلية.
المغرب والإرهاب
هذا وظل المغرب بمنأى عن هجمات إرهابية في السنوات الأخيرة حتى أواخر 2018 عندما قتلت سائحتان اسكندنافيتان ذبحا في ضواحي مراكش، في عملية نفذها موالون لتنظيم داعش من دون أن يعلن التنظيم تبنيها.
وحكم على القتلة الثلاثة وشريك رابع لهم بالإعدام في هذه القضية.
وتعلن السلطات المغربية من حين لآخر تفكيك خلايا إرهابية موالية لتنظيم داعش خصوصا، وفاق عدد الخلايا التي تم تفكيكها الألفين منذ عام 2002 مع توقيف أكثر من 3500 شخص، وفق معطيات رسمية.
وكانت آخر العمليات المعلن عنها رسميا أسفرت عن إحباط شرطة مكافحة الإرهاب بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الأميركية هجوما "إرهابيا" وتوقيف المشتبه بالتخطيط له، في مدينة سلا منتصف الشهر الماضي.
كذلك أوقفت مصالح الأمن 25 شخصا يشتبه في موالاتهم تنظيم داعش في مدن مختلفة مطلع شهر دجنبر.