Getty Images أعلن متحدث باسم الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، أن ثلاثة دبلوماسيين من بلاده وصلوا إلى السعودية لمباشرة مهام أعمالهم من مقر منظمة التعاون الإسلامي في جدة. وقال سعيد خطيب زادة في مؤتمر متلفز: "وصل ثلاثة دبلوماسيين إلى جدة لبدء عملهم بمنظمة التعاون الإسلامي". وأفادت وكالة أنباء الطلبة شبه الرسمية الإيرانية، بأن الدبلوماسيين الثلاثة وصلوا إلى جدة تباعاً خلال اليومين الماضيين، وبأن البعثة الإيرانية ستباشر مهامها بعد ست سنوات من الانقطاع. وتضم منظمة المؤتمر الإسلامي، ومقرّها جدة، 57 دولة في عضويتها، وتصف نفسها بأنها الصوت الجماعي للعالم الإسلامي. وفي 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان إن السعودية وافقت على إصدار تأشيرات دخول لثلاث دبلوماسيين إيرانيين ليباشروا مهامهم من مقر منظمة التعاون الإسلامي. حينها أيضاً، قال مسؤول بوزارة الخارجية السعودية إن الدبلوماسيين الإيرانيين سيتولون مناصبهم في المقر الرئيسي للمنظمة، ممّا عُدّ بادرة على تحسّن العلاقات بين الخصمين الإقليميين. وكانت السعودية وإيران قد بدأتا محادثات مباشرة العام الماضي. ووصفت الرياض، التي قطعت علاقاتها مع طهران في 2016، المحادثات بأنها ودية "وإنْ كانت لا تزال استكشافية"، بينما قال مسؤول إيراني إن المحادثات قطعت "مسافة جيدة". وقال خطيب زادة إن إيران قدّمت "توقعاتها" للسعودية أثناء المحادثات السابقة التي استضافها العراق. وكان مصدر حكومي عراقي وآخر دبلوماسي غربي قد صرّحا بأن لقاء في نيسان/أبريل الماضي في بغداد جمع وفدين رفيعي المستوى من السعودية وإيران، في مناقشات ظلت سرّية إلى أن كشفت عنها صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية. وقال المسؤول الإيراني: "نأمل في الوصول إلى نتيجة في المحادثات المستقبلية ... ما يتطلب من المسؤولين السعوديين أن ينتبهوا لما يبدون من ملاحظات وتصرفات". وقال خطيب زادة: "لطالما أعربت طهران عن استعدادها لفتح سفارتها في السعودية". وشهد الخطاب السعودي تجاه إيران تغيراً في الفترة الأخيرة، إذ قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة تلفزيونية في أبريل/ نيسان الماضي إن "إيران دولة جارة، ونطمح في أن تكون لدينا علاقات مميزة معها .. نريد إيران دولة مزدهرة". وكانت السعودية قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران عام 2016، عندما تعرضت بعثاتها الدبلوماسية في إيران إلى هجمات من قبل متظاهرين إيرانيين، بعدما أعدمت السعودية رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، وندد وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بالعنف. وتدعم الرياضوطهران أطرافاً متصارعة في عدة مناطق صراع في جميع أنحاء المنطقة. وقد خاضت السعودية وإيران نزاعات بالوكالة في كل من سوريا، ولبنان، والعراق، وصولاً إلى اليمن وساحل الخليج. وتتهم الرياض وحلفاؤها الخليجيون طهران بالتدخل في شؤونهم الداخلية، فيما تتهم إيران أطرافاً خليجية بإدخال قوى أجنبية إلى الأمن الإقليمي.