خلال النسخ الماضية لكأس إفريقيا للأمم، غالبا ما فجرت المنتخبات " المغمورة" الكثير من المفاجأت من خلال إخراجها المنتخبات الرائدة على مستوى القارة ،وهو السيناريو الذي يطمح منتخبا الرأس الأخضر وغامبيا توقيعه خلال النسخة 33 لكأس إفريقيا للأمم التي ستحتضنها الكاميرون في الفترة من 9 يناير الجاري وإلى غاية 9 فبراير المقبل. و يعد منتخب الرأس الأخضر ، الملقب ب"أسماك القرش الزرقاء"، من المنتخبات الفتية التي قدمت مستويات مذهلة منذ تأهله لأول مرة لنهائيات أمم أفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا على حساب الكاميرون وفي نفس النهائيات وصل إلى دور الثمانية بعد تعادلين مع كل من المغرب والبلد المستضيف جنوب إفريقيا وفوز في الأنفاس الأخيرة على أنغولا. ومنذ ذلك التاريخ، كتب هذا المنتخب إحدى أشهر قصص النجاح على صعيد القارة الإفريقية، فبعد أن كان من المنتخبات المتواضعة، أصبح الآن من ضمن المنتخبات القوية ، حيث لم يستهل مشواره ضمن تصفيات كأس العالم لأول مرة سوى في 2000، ورغم ذلك كان قريب من نسخة البرازيل 2014، لو لم تتم معاقبته وإقصاؤه، بسبب مخالفته اللوائح. ويعتمد منتخب جمهورية الرأس الأخضر، التي يبلغ عدد سكانها أزيد من نصف مليون نسمة، على لاعبين يمارسون في أندية أوروبية ، كما يمتلك قوة ضاربة بين صفوفه تتجسد في لاعبين حاسمين وشبان مثل أوداير فورتيس وريان منديز وجوليو تافاريس وهيلدون إلى جانب قائد الفريق ماركو سواريس لاعب وسط سانتا كلارا البرتغالي والملقب ببلاتيني. وكان منتخب الرأس الأخضر قد تأهل إلى بطولة كأس الأمم الإفريقية بالكاميرون ، بعد تغلبه بهدف نظيف على حساب منتخب موزمبيق في إطار منافسات الجولة السادسة والأخيرة للمجموعة السادسة من التصفيات المؤهلة للعرس الإفريقي، حيث رفع رصيده إلى 10 نقاط ليتأهل رفقة المنتخب الكاميروني صاحب المركز الأول ومستضيف البطولة إلى النهائيات. وسيستهل منتخب الرأس الأخضر، الذي يتواجد في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات الكاميرون وبوركينا فاسو وإثيوبيا، ظهوره في هذه المسابقة الإفريقية بمنازلة إثيوبيا يوم تاسع يناير الجاري. وعن حظوظ كتيبته في هذه المنافسة، أكد المدرب البرتغالي بيدرو بريتو، أن منتخبه يطمح للذهاب بعيدا في هذه النسخة، مشددا على ضرورة إظهار الاحترام لمنافسة كأس أمم أفريقيا مثلما يحدث مع مسابقات أخرى مثل كأس أمم أوروبا ونهائيات كأس العالم. وشدد بريتو ، في تصريحات صحفية، على صعوبة التكهن من هوية المنتخب الذي سيتوج بلقب كأس أمم إفريقيا، مشيرا إلى وجود مجموعة من المنتخبات المرشحة للظفر باللقب على غرار منتخبات الكاميرون و المغرب ومصر و الجزائر و السينغال و مصر . من جهته ، سجل منتخب غامبيا ، الملقب بالعقارب ، إنجازا تاريخيا بتأهله لأول مرة لنهائيات كأس أمم إفريقيا، بعد أن فجر مفاجئة من العيار الثقيل و تصدره لمجموعته ب 10 نقاط متفوقا على منتخبات قوية كالغابون و الكونغو الديموقراطية و أنغولا . ويدخل منتخب غامبيا (157 عالميا) تحت إشراف الاطار التقني البلجيكي توم سانتفيت (47 سنة)، غمار المنافسة بمزيج من اللاعبين من بينهم العديد من المحترفين في أندية تمارس في بطولات بإنجلترا وألمانيا والسويد وسويسرا. و يصطدم الطموح المشروع لمنتخب غامبيا في الدفاع عن حظوظه بإكراه جائحة "كورونا" التي ألمت بغالبية لاعبيه و بعثرت إستعداداته في هذا الحدث الكروي الافريقي، حيث كشف الاتحاد المحلي مؤخرا ،في بيان رسمي، عن إصابة 16 لاعبا بفيروس "كورونا" إلى جانب 5 مسؤولين خلال معسكر المنتخب في قطر، مما أدى إلى إلغاء مباراتين وديتين ضد الجزائر وسوريا . و في هذا الصدد، أكد توم سانتفيت، أن مجموعته تعيش وضعية استثنائية في الفترة الحالية، في ظل تفشي وباء "كورونا" وسط اللاعبين، واستطرد قائلا "لقد قررنا إلغاء الوديتين المبرمجتين، أمام الجزائر، وسوريا، بالنظر إلى الظروف الصعبة التي نمر بها، فنحن لا نمتلك حارس مرمى حتى الان". وأضاف "لا يمكننا أن نلعب مباراة ودية، دون حارس مرمى، لقد بحثنا عن حارس مرمى غامبي في قطر، أو الإمارات، لكننا لم نجد، ولا يمكننا حجز طائرة خاصة لنجلب حارسا من غامبيا، فنحن لا نمتلك الامكانيات الكفيلة بذلك . ويلف الغموض موقف المنتخب الغامبي من المشاركة في البطولة القارية، في ظل حاجة اللاعبين المصابين للتعافي في مدة لا تقل عن أسبوعين. وسيبدأ المنتخب الغامبي ، الذي يتواجد في المجموعة السادسة ، مشواره أمام موريتانيا في 12 يناير الجاري، كما سيواجه عقب ذلك كلا من مالي وتونس .