بدت سعيدة جدا ومتحمسة وهي تتحدث لنا عن أول زيارة لها إلى المغرب، وكيف يمكن للشباب المغاربة أن يساهموا في بناء السلام العالمي عبر منظمتها العالمية التي تتخذ من سيول عاصمة كوريا الجنوبية مقرا لها . تضع مذكرة في حقيبتها الصغيرة لمراجعة ما تدرسه من لغة الضاد، وقد خطت بها كلمات كثيرة باللغة العربية، تقابلها كلمات باللغة الكورية، التي تستنجد بها كلما عجزت عن فهم كلمة بالعربية أو الانجليزية من خلال محرك البحث جوجل . "رؤى لي"، شابة من كوريا الجنوبية في الخامسة والعشرين من العمر، حصلت على منحة لمدة شهر لدراسة اللغة العربية بالرباط ، من الجامعة التي تدرس بها وهي جامعة شوسون حيث تدرس اللغة العربية في كلية اللغات الأجنبية بسيول. وبدأت الشابة دراسة اللغة العربية في كوريا، قبل أن يتم اختيارها للسفر إلى المغرب منتصف شهر يناير 2017 للدراسة في أحد معاهد الرباط. لي كشفت في حديث ل"الأيام 24" عن رغبتها في تعلم اللغة العربية التي تعتبرها واحدة من اللغات المهمة في العالم، خاصة وأنها تشتغل متطوعة في منظمة "الثقافات السماوية والسلام العالمي" الكورية، المعروفة اختصارًا باسم HWPL، وهي منظمة عالمية – وفق لي- تسعى لنشر الوعي بثقافة السلام ووقف الحروب والنزاعات عبر العالم، أسسها الناشط الحقوقي الكوري الجنوبي "مان هي لي " بعدما عايش مرحلة من الحرب الشهيرة بين الكوريتين والتي وقعت إبان الحرب الباردة وخلفت ملايين القتلى والجرحى والمفقودين. وعلاوة على تعلمها للغة العربية بالمغرب سعت لي إلى تنظيم أول لقاء للنشطاء المغاربة الذين يسعون إلى نشر السلام والذين انخرطوا في منظمة شباب السلام من قبل . وشكل اللقاء الذي انعقد في مقر، المرصد الدولي للإعلام والدبلوماسية الموازية بمدينة الدارالبيضاء، منتصف الشهر الجاري فرصة لتقديم مقتطفات من الإعلان العالمي للسلام ووقف الحرب الذي أطلقته المنظمة في 2016 من سيول وعبر نشطاء يمثلون أكثر من 130 دولة من اجل إنهاء كافة الحروب وتحقيق السلام في العالم من مدينة سيول في جمهورية كوريا الجنوبية. وتسعى لجنة دعم السلام التابعة لمنظمة السلام العالمية (HWPL ) من خلال حملة جمع التوقيعات الميدانية البعيدة عن شبكة الانترنيت أو حتى عبر الاتصال باستخدام الانترنت والهادفة لتحقيق القانون العالمي لوقف الحروب. ويحتوي إعلان السلام ووقف الحرب (DPCW) على مقدمة و10 فقرات و38 بنداً، تدعم الحريات والعدالة والسلام وتدعم وتشدد على المبادئ الأساسية للقانون العالمي حول دوررؤساء الدول في إيقاف الحروب، كما يؤكد على حرية الأديان للتقليل من الصراعات الدينية لنشر ثقافة السلام. وحضر اللقاء إلى جانب رؤى لي عن مجموعة (IPYG) نشطاء مغاربة من فاسوالرباطوالبيضاء والعرائش، سبق وشاركوا في ملتقى التحالف العالمي للسلام بين الأديان بمدينة سيول السنة الماضية. وعبرت الشابة الكورية عن سعادتها بانعقاد العرض الأول للشباب المغربي، حول موضوع إعلام السلام، خاصة وان المغرب من أولى الدول التي انخرطت في المبادرة العالمية للسلام. جدير بالذكر أن المنظمة الأم (HWPL) تضم منظمتين موازيتين تنشطان في مجال السلام ووقف الحرب، هما المجموعة العالمية لنساء السلام (IWPG) والمجموعة العالمية لشباب السلام (IPYG).