وقعت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وشركاء قطاعيين، اليوم الثلاثاء بالرباط، خلال يوم دراسي على اتفاقية شراكة حول مكافحة مقاومة المضادات الحيوية في قطاع تربية الماشية والسلسلة الغذائية.
وتهدف هذه الاتفاقية، التي أبرمتها الوزارة ومكتب السلامة الصحية للمنتجات الغذائية والجمعيات البيمهنية لقطاع الدواجن (FISA) واللحوم الحمراء (FIVIAR) والحليب (MAROC LAIT) وتربية النحل (FIMAP) وجمعيات مصنعي الأدوية البيطرية (ANPV et AMIP-Vet) ومؤسسات التكوين والبحث البيطري (معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة (IAV والهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، إلى إضفاء الطابع الرسمي على الشراكة والتواصل بين المتدخلين لتنزيل الخطة الاستراتيجية الوطنية للوقاية من مقاومة المضادات الحيوية في قطاع تربية المواشي والسلسلة الغذائية.
ويتعلق الأمر أيضا بتوحيد الجهود من أجل الاستخدام المعقلن لمضادات الميكروبات ومكافحة مقاومة المضادات الحيوية.
وفي كلمة افتتاحية بمناسبة أشغال هذا اليوم الدراسي، أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أن المغرب خطى خطوات نوعية من خلال وضع خطته الاستراتيجية الوطنية للوقاية من مقاومة مضادات الميكروبات ومكافحتها والتي جاءت نتيجة تعاون وثيق بين وزارة الصحة ووزارة الفلاحة والصيد البحري ممثلة بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية في احترام تام لنهج (صحة واحدة).
وأضاف أن التوقيع على هذه الاتفاقية يعكس الإرادة المشتركة لجميع الأطراف المعنية لمحاربة مقاومة مضادات الميكروبات وسيساهم بالتأكيد في تسريع تنزيل "الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات".
وتابع الوزير أن هذه الاتفاقية "ستشكل علامة فارقة في مكافحة التهديد المستمر الذي تطرحه مقاومة مضادات الميكروبات على صحة الحيوان وصحة الانسان والبيئة".
من جهته، أكد مدير المدخلات والمختبرات في مكتب السلامة الصحية للمنتجات الغذائية، نبيل أبو شعيب، أن "مقاومة مضادات الميكروبات هي الظاهرة التي تكتسب من خلالها البكتيريا التي تتعرض لنفس المضاد الحيوي، لمدة طويلة، لطفرات التي تجعلها مقاومة، وهذا يعني أنه من الصعب بل من المستحيل محاربتها بالعلاجات المعتادة".
وأشار خلال العرض الذي قدمه حول "الوقاية ومراقبة مقاومة مضادات الميكروبات في تربية المواشي والسلسلة الغذائية: المنجزات والآفاق"، إلى أن مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات تتطلب استخداما مسؤولا ومعقلنا للمضادات الحيوية، واعتماد مقاربة "صحة واحدة" من أجل تنسيق الجهود بشكل أفضل بين القطاعات المختلفة بالإضافة إلى المسؤولية المشتركة لجميع الفاعلين في القطاع العام أو الخاص.
وتهدف هذه الاتفاقية إلى جمع مختلف الفاعلين المعنيين حول هدف مشترك، لتوفير إطار لتطوير ممارسات معقلنة لاستخدام المضادات الحيوية، وتعزيز التزام جميع الشركاء وكذلك إضفاء الطابع الرسمي على الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وقد شهد هذا اليوم الدراسي، الذي نظمه مكتب السلامة الصحية للمنتجات الغذائية، مشاركة مختلف الشركاء القطاعيين المعنيين بمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات في قطاع تربية المواشي وفي السلسلة الغذائية.
ويندرج تنظيم هذا الحدث في إطار الخطة الاستراتيجية الوطنية للوقاية من مقاومة مضادات الميكروبات ومكافحتها في قطاع تربية المواشي وفي السلسلة الغذائية. كما يشكل فرصة للتذكير بأهمية تضافر جهود مختلف الفاعلين لتعزيز الممارسات المنطقية المتعلقة باستخدام المضادات الحيوية في قطاع تربية المواشي والتي ستسهم في حل مشكلة "مقاومة المضادات الحيوية".
وتتوافق هذه الخطة، التي تم إطلاقها سنة 2015، مع المعايير الدولية لمنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة، والتوجهات الجديدة لاستراتيجية "الجيل الأخضر 2020-2030".
ويعد المغرب من بين البلدان الستة التي اختارها الصندوق الائتماني متعدد الشركاء (المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية) لمقاومة مضادات الميكروبات، للاستفادة من دعم تسريع تنفيذ خطته للفترة 2021-2022.