خرج الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، مساء الأحد، بتصريحات بشأن مستجدات القطيعة مع المغرب، ومصير الخط الغاز الجزائري المار عبر المغرب إلى إسبانيا، وموقف النظام الجزائري من احتمال تجديد عقد الأنبوب الغاز من عدمه. وفي مقابلة مع وسائل إعلام محلية بثها التلفزيون الرسمي، الأحد، أعرب تبون في سؤال "بشأن الأزمة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر"، عن رفض بلاده أي وساطة مع الرباط، لحل القطيعة التي أعلنتها بلاده من جانب واحد، مضيفا "أن الجزائر لا تقبل أي وساطة مع المغرب ورفضنا إدراجها في المؤتمر الوزاري لجامعة الدول العربية".
وفي 24 غشت الماضي، أعلنت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، بسبب ما أسمتها "خطواته العدائية المتتالية". فيما أعربت الرباط عن أسفها جراء تلك الخطوة، ووصفت مبرراتها ب"الزائفة".
وبعد أيام قليلة، أجرت مصر والسعودية اتصالات هاتفية مع وزيري خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، والمغرب ناصر بوريطة، مع أحاديث عن بوادر وساطة بين الجارتين.
كما عرج تبون، عن مصير الخط الغاز الجزائري المار عبر المغرب إلى إسبانيا، معتبرا أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن تجديد عقد استخدام خط أنابيب لنقل الغاز يمر عبر أراضي المملكة المغربية.
ويتيح هذا الخط نقل الغاز الجزائري الى اسبانيا عبر الأراضي المغربية.
وأضاف تبون أنه لن يتم إمداد إسبانيا من الآن فصاعدا بالغاز الطبيعي عن طريق الانبوب المغاربي، مشيرا الى عدم حاجة الجزائر الى خط الأنابيب هذا.
ولفت تبون الى أنه سيتم تزويد اسبانيا بالغاز عن طريق خط أنابيب "ميدغاز"، الذي يعمل الآن بما يقترب من طاقته القصوى البالغة 8 مليار متر مكعب في العام، أي ما يمثل نصف صادرات الجزائر من الغاز الى اسبانيا والبرتغال، موضحا أنه تم التوصل الى اتفاق مع اسبانيا لنقل الغاز الطبيعي المسال بالسفن في حال حدوث أي مشكلة.
وفي هذا الصدد، يعتبر حسن بلوان، المحلل السياسي، بشأن تصريحات تبون حول رفض بلاده للوساطة مع المغرب، ومصير أنبوب الغاز المار عبر أراضي المغربية، اتجاه إسبانيا، بأنه لا جديد في تصريحات الرئيس الجزائري غير الطريقة السريالية التي أعلن فيها رفض الوساطات العربية والأوروبية، لحل الأزمة المغربية الجزائرية، بالاضافة إلى إعلانه عدم تجديد عقد إنبوب الغاز نحو إسبانيا "المغرب العربي" المار عبر المغرب، مهددا مرة أخرى بالحرب ضد المملكة المغربية.
وأوضح بلوان، في حديث ل"الأيام24″، أنه تأتي مرة أخرى هذه التصريحات المعادية للمغرب في ظل مجموعة من الاجراءات الأحادية والاستفزازية التي انخرطت فيها الجزائر منذ شهور، لذلك فتصريحات الرئيس تبون لم تأتي بجديد ولم تخرج عن سياق الحملات العدائية والتصعيدية التي اتخذها حكام الجزائر وسيلة للضغط والضبط أمام المطالب الملحة للشعب الحزائري المطالب بالتغيير الشامل، كما يتخذ حكام الجزائر العقيدة العدائية للمغرب لتغطية الفشل الذريع الذي راكموه في مجموعة من المجالات الداخلية والخارجية، حسب قوله.
وأضاف المحلل السياسي، أنه "ليست المرة الأولى التي تهدد فيها الجزائر بعدم تجديد عقد الغاز المغرب الغربي" نحو أوروبا والذي يمر عبر الأراضي المغربية، مما يعني أن حكام الجزائر لا زالوا يعيشون وهم الحرب الباردة، ويراهنون عبثا على أزمة الطاقة في المغرب الذي اتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجاوز مثل هذه التحديات. في حين ان الجزائر تعيش أزمات اقتصادية ومشاكل في التموين لأبسط الحاجيات الأساسية والضرورية".
وتزود الجزائر إسبانيا والبرتغال بحوالى 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا منذ العام 1996 عبر "خط أنابيب المغرب العربي- أوروبا" الذي يمر عبر المغرب، لكن تجديد عقد الإمداد مهدد نتيجة تصاعد التوتر بين الجزائروالرباط.
وأظهرت الجزائر منذ نهاية غشت عزمها إغلاق خط الأنابيب الغاز الطبيعي المار عبر المغرب، مع انتهاء العقد في 31 أكتوبر، الأمر الذي قد يؤثر وفق خبراء على إمدادات الغاز لإسبانيا مع اقتراب فصل الشتاء.
وبالرغم من تواتر الازمات بين المغرب والجزائر، فان خط الأنابيب التابع للشركة المغاربية الأوروبية الممتد على طول 1400 كلم والذي يربط حقول الجزائر أول دولة مصدرة للغاز في افريقيا بشبه الجزيرة الإيبيرية، تمكن من ضخ 12 مليارا من الأمتار المكعبة سنويا.
وتم تدشين العقد بين الطرفين في العام 1996 ورسم مسار الأنابيب على الأراضي المغربية بقرار من الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد ليكون ذلك حجر الأساس لمستقبل اتحاد المغرب العربي.