بعد إعلان تشكيلة حكومة عزيز أخنوش الجديدة، قفز اسم عبد اللطيف ميراوي عضو لجنة النموذج التنموي المحسوب على حزب الأصالة والمعاصرة إلى الواجهة، حيث أسندت له وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، التي جرى فصلها عن وزارة التربية الوطنية في هندسة الحكومة الجديدة. ويبدو أن ميراوي الذي رأى النور في أوائل سنة 1962 بالفقيه بن صالح، كتب له أن يكون مسؤولا عن أحد القطاعات المهمة التي أفرد لها النموذج التنموي الجديد حيزا كبيرا من التوصيات، التي سيجد نفسه مطوقا بتنزيلها، بعدما كان فاعلا رئيسيا في صياغتها.
ويتمتع الرجل بحسب القريبين منه بكفاءة عالية جعلت عين صانع القرار في البلاد تقع على اختياره ضمن الصفوة التي سهرت على إعداد مخطط النموذج التنموي الجديد، إذ أن الوزير الجديد حاصل على الدكتوراه في التقنيات الإلكترونية من جامعة بيزانسون، وعلى دبلوم الدراسات المعمقة في الهندسة الإلكترونية والمعلوماتية الصناعية من جامعة مولهاوس بفرنسا، واشتغل أستاذا محاضرا بجامعة ديجون وببزانسون، واستاذا بجامعة التكنولوجيا لبلفور مونبليار بفرنسا.
وعين ميراوي الذي لا يجادل أحد في كفاءته، خلال سنة 2011 رئيسا لجامعة القاضي عياض بمراكش، التي تعد الجامعة المغربية الوحيدة التي تحضر في قائمة التصنيف الدولي لأفضل الجامعات عبر العالم، حيث أسهم في إنجاز العديد من المشاريع بالجامعة وعمل على تحسين جودة التكوين في مختلف المؤسسات التابعة لها.
كما أن حضور وزير التعليم العالي والبحث والابتكار في المجلس الأعلى للتعليم والتكوين والبحث العلمي لمدة طويلة، يجعله مؤهلا فوق العادة على فهم المشاكل والأعطاب التي تعرقل طموح النهوض بالجامعة المغربية وتحسين جودة البحث العلمي وتشجيع الإبداع والابتكار، الذي أضحى جزءا كن اسم الوزارة في الحكومة الجديدة.
وتبقى سيرة ميراوي العلمية حافلة بالإنتاج والبحث الأكاديمي، حيث يمتلك الوزير الجديد أزيد من أكثر من 300 بحث علمي منشور، ضمنها 120 مشاركة في مجلات علمية دولية محكمة، كما شارك في تأليف 4 كتب متخصصة، وأشرف على 32 رسالة دكتوراه، إذ تركز بحوثه وإسهاماته العلمية على مجال تحسين وإدارة الطاقة الكهربائية وخلايا الوقود وتقنيات الهيدروجين والشبكات الذكية وأنظمة القيادة للمركبات الكهربائية والهجينة، وهي تخصصات عملية دقيقة يمكن أن تسعفه تجربته الطويلة في الغوص في تفاصيلها ومعادلاتها المعقدة، في فك شفرة التعليم العالي بالبلاد وحل المعادلة الصعبة وإيجاد الوصفة القادرة على إخراجه من عنق الزجاجة والتحليق به عاليا في سماء البحث والابتكار.