استمعت محكمة التحقيقات السابعة في سرقسطة، لوزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، أرانتشا غونزاليس لايا، بخصوص إعطائها تعليمات السماح بدخول زعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي، إلى إسبانيا بشكل سري يوم 18 أبريل الماضي، و إخفاء هويته بجواز سفر مزور لدواعٍ صحية، بعد اتفاق مدريد والجزائر على علاجه في مستشفى "سان بيدرو دي لوغرونيو". وفضلت المسؤولة الحكومية السابقة الامتناع عن الإجابة على مجموعة من الأسئلة بداعي "السرية.، واعتبرت أن دخول زعيم جبهة البوليساريو كان "قرارا سياسيا"، دون أن تكشف عن الجهة التي وجهت لها التعليمات لإدخاله سرا إلى الأراضي الإسبانية عبر مطار عسكري.
وأوضحت وسائل اعلام اسبانية، أن أرانشا قالت في التحقيق معها، أن دولة ثالثة طلبت من إسبانيا استقبال زعيم البوليساريو لأسباب إنسانية، ومن هذا المنطلق أعطت التعليمات لقيادة الأركان الجوية بعدم التحقق من وثائق المعني بالأمر، مضيفة أنه "كان في حالة غيبوبة بسبب المرض حينها".
وحاصر القاضي لايا بالعديد من الأسئلة التي يريد من خلالها معرفة هوية الجهة التي أصدرت أمر الدخول، وهو ما دفعها إلى اللجوء لاتفاق يخص المجالس الوزارية ويعود لسنة 2010، والذي يسمح بتطبيق قانون المعطيات السرية ذات الطابع الرسمي التي قد يؤدي إفشاؤها دون تصريح مسبق إلى "الإضرار بالعلاقات الدبلوماسية لإسبانيا".
وكان الرئيس السابق لمكتب ديوان الوزيرة قبل إقالتها كاميليو فيلارينو قد أدلى بشهادته يوم 13 شتنبر في نفس المحكمة، حيث يخضع للتحقيق في نفس النازلة. وصرح بأن الوزيرة آنذاك أمرته بتسهيل دخول غالي إلى إسبانيا دون الحاجة إلى الخضوع لمراقبة الجوازات، حيث أكد أن قوانين شنغن التي تنظم الدخول إلى الفضاء الأوروبي عبر الحدود تسمح بذلك، لكنه أضاف أن الوزيرة السابقة لم تتخذ هذا القرار وحدها.
وتتحرى المحكمة الإسبانية عن كيفية استخدام الحكومة المركزية للجيش بغية إخفاء هوية زعيم جبهة "البوليساريو"، تبعا للرسائل المتبادلة عبر "واتساب" بين نائب رئيس الأركان الجوية ورئيس ديوان وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، بعد التأكد من مشاركتهما في تسهيل دخول غالي إلى التراب الإسباني دون التحقق من جواز سفره.
يشار أن التحقيق مع وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، غونزاليس لايا، لم يتم عن بُعد، وفرض عليها المثول أمام قاضي التحقيق للاستماع إليها في قضية زعيم البوليساريو، التي مازال القضاء يتابعها بعد إخراجها من الحفظ الأربعاء الماضي.