تتّجه الأنظار، بعد غد الأحد، إلى ملعب بورت جنتيل، الذي يحتضن مبارة ساخنة بين "الأسود" و"الفراعنة"، برسم ربع نهائي كأس إفريقيا، المقامة بالغابون. وكان المنتخب المصري، بطل إفريقيا 7 مرات، قد أكمل عقد المتأهلين إلى هذا الدور، عقب تصدّره لمجموعته، بسبع نقاط، فيما تأهل المغرب بعد احتلاله الرتبة الثانية بست نقاط، وراء الكونغو الديمقراطية، بالمجموعة الثالثة.
وسيسعى "الفراعنة" في هذا اللقاء، إلى تجاوز عقبة المغرب للمرور إلى المربع الذهبي، من جهة، ومن جهة أخرى "فكّ عقدة 31 سنة" كما وصفها البعض، إذ أن المنتخب المصري لم يتمكن من الانتصار على "الأسود" منذ سنة 1986، في نصف نهائي كأس إفريقيا، التي جرت على أرض الفراعنة، وذلك بفضل هدف سجّله طاهر أبو زيد بمرمى بادو الزاكي.
وتعود آخر مواجهة جمعت المنتخبين، إلى كأس إفريقيا 2006 التي احتضنتها مصر، حيث انتهت هذه المبارة بالتعادل السلبي، بينما كان آخر انتصار للمغرب في بطولات أمم إفريقيا على مصر، في عام 1998.
محمود ماهر، صحفي في موقع "جول" البريطاني، وناقد رياضي في موقع قناة "العربية"، بدا في حواره مع موقع "الأيام 24" واثقا من تجاوز المنتخب المصري لنظيره المغربي في لقاء القمة، مشيدا في الوقت نفسه بأداء منتخب بلاده في دور المجموعات، كما كشف في ذات الحوار، عن سبب التفوّق التاريخي لأسود الأطلس على الفراعنة.
- أولا تقييمك لأداء الفراعنة في دور المجموعات من كأس إفريقيا؟ أداء الفراعنة في دور المجموعات جاء تصاعديًا، والفريق الذي يعيش حالة تصاعدية يجب أن تخشاه. في المباراة الأولى أمام مالي، لاحت لمصر فرصة وحيدة لمروان محسن بسبب هيمنة مالي بقيادة ماريجا على الكرة، في المباراة الثانية تحسن المردود وهددت مصر عدة مرات إلى أن سجل من لعب مفتوح بفضل البديل عبد الله السعيد، في المباراة الثالثة قدم كوبر لمحات تكتيكية ممتازة وبرهن على أهمية مواصلته في تدريب مصر لما بعد مونديال روسيا 2018.
- طيب، هل تعتقد أن المنتخب المصري قادر على تجاوز عقبة المغرب في دور الربع وفكّ ما وصفها البعض ب"عقدة 31 سنة"؟ نعم، تستطيع مصر التغلب فنيًا وبدنيًا على المغرب، لكن في مثل هذه المواجهات مَن يتمتع بقوة ذهنية وتركيز أعلى هو مَن يتمكن من العبور. أتوقع انتهاء العقدة هذه المرة لاتباع مصر لتكتيك مغاير عن السنوات الماضية، الفريق لا يلعب ل"شو" ولإهانة الخصم، بل يلعب من أجل الفوز فقط، مشكلة مصر كانت تريد أداء وإمتاع كلما كانت تواجه المغرب لهذا كانت تخسر، تقدم الأداء لكنها لا تجلب النتيجة، هذه المرة تريد النتيجة فقط والمغرب أنهت كل ما لديها في دور المجموعات، لياقة لاعبي الفريق تتراجع وستتراجع أكثر أمام مصر.
- في رأيك، ما هي نقاط قوة وضعف المنتخبين المغربي والمصري؟ اللياقة البدنية أكثر ما يميز مصر على المغرب، بالإضافة للقوة الدفاعية، الرباعي الخلفي منسجم ومتأقلم جدًا، والمهاجم الخطاف وهو مروان محسن، أما المغرب فيعاني من غياب مهاجم قادر على استثمار انصاف الفرص.
- ما توقعك لنتيجة المبارة؟ أتوقع فوز مصر 2-1 أو بفارق ركلات الجزاء.
- رسالتك للجماهير المصرية والمغربية قبل هذا اللقاء. لقد زرت المغرب ثلاث مرات سابقة، لم أشعر أبدًا أنني خارج مصر، فعلى الرغم من أنه أبعد بلد عربي لنا لكن شعبه أقرب لنا كمصريين، من ناحية العفوية والتدين والعلاقات الاجتماعية، المغاربة يشبهون مصر في الكثير من الأشياء الجميلة، بالتالي لا تدعوا مباراة في كرة القدم أن تفرقكم وتذكروا أن الكرة خلقت من أجل توحيد الشعوب وتقريبهم وليس تفريقهم.