تخطط اسبانيا لتغيير تمثيليتها الدبلوماسية في سفارتها بالمغرب في محاولة منها لإخراج من كانوا في صدارة المشهد منذ اندلاع الأزمة السياسية غير المسبوقة منذ سنة 2002، حيث أسقط سانشيز قبل مدة من تشيكلته الحكومية وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس ومدير ديوانها كاميلو فيلارينو الرجل الذي كان وراء ترتيب عملية دخول ابراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو إلى الأراضي الاسبانية. ونقلا عن موقع "أوكي دياريو"، فإن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز يفكر في تعيين بيرناردينو ليون مكان السفير الحالي بالرباط ريكاردو دياز هوشلايتنر رودريغيز، الذي غاب عن المشهد الرسمي في المملكة إذ لم يحضر ضمن وفد دبلوماسي زار المكتب المركزي للأبحاث القضائية ووفدا ثانيا زار أحد سجون المملكة في نشاطين نظمتهما المؤسسة الدبلوماسية، وحضر بدلا منه القائم بأعمال السفارة .
ويبدو أن الحكومة الاسبانية تريد استغلال علاقات بيرناردينو ليون ودرايته بالمنطقة المغاربية لتليين حبل العلاقات المشدود حد التمزق، وكذلك بحكم علاقته مع خوسي لويس ثاباتيرو رئيس الحكومة الأسبق الذي له روابط جيدة مع الرباط، وهو الرجل الذي كان على رأس تيار من النخبة السياسية الاسبانية يعارض سلوك حكومة سانشيز تجاه المغرب في عز الأزمة وكان يطالب بضرورة الجلوس حول طاولة الحوار باعتبار المملكة دولة مهمة في المحيط الخارجي للمملكة الاسبانية.
وكان الصحفي أيمن الزبير، مراسل قناة الجزيرة في مدريد قد كشف في تدوينة فيسبوكية أن فرع الحزب الاشتراكي الاسباني في الأندلس يضغط لتعيين شخصية مقربة جدا من المغرب و زائر معتاد لطنجة على رأس سفارة المملكة الاسبانية في الرباط، وحسب ما نشره "أوكي دياريو" فالأمر يتعلق ببرناردينو ليون"، المبعوث الأممي السابق في ليبيا.
يمكن إذن اعتبار الخطاب الملكي في ذكرى ثورة الملك والشعب الذي خصص حيزا مهما لإسبانيا ورد فعل رئيس الحكومة بيدرو سانشيز إضافة إلى تغيير وزيرة الخارجية والرغبة في تغيير السفير، مؤشرات مهمة على تحسن ملموس تشهده العلاقات بين البلدين ورغبتهما الجادة لإنهاء الأزمة الدبلوماسية، في انتظار تأكيد هذا التحول الإيجابي بعقد الاجتماع المغربي الاسباني رفيع المستوى الذي تأجل أكثر من مرة بسبب الخلاف السياسي.