تراجع اليوم الاثنين مدى انتشار النيران التي التهمت مساحات شاسعة من غابة شفشاون، بينما تواصل طائرات "كنادير" طلعاتها للسيطرة عليها، وفق ما أفاد صحافيو وكالة فرانس برس. بعدما استعرت النيران ليلا جراء حركة الرياح بدا الوضع أقرب إلى السيطرة عصر الاثنين، مع استمرار ألسنة لهب في أجزاء متفرقة من الغابة الجبلية القريبة من مدينة شفشاون.
أتى الحريق المندلع منذ السبت على نحو 725 هكتارا من الغابة، وفق آخر حصيلة أدلى بها الاثنين مدير المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية فؤاد العسالي لوكالة الأنباء المغربية.
وأوضح الأخير أن أكثر من 520 عنصرا من إدارة المياه والغابات والوقاية المدنية والدرك والجيش لا يزالون مجندين لإخماد الحريق، مدعومين بثماني طائرات متخصصة في هذا النوع من العمليات.
كانت السلطات فتحت تحقيقا في ملابسات اندلاع هذا الحريق، بينما لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية.
يتزامن هذا الحريق مع موجة حر شديد تشهدها عدة مناطق مغربية منذ الجمعة، ويتوقع أن تستمر حتى الثلاثاء مع درجات حرارة تصل حتى 49، وفق نشرة إنذارية لمديرية الأرصاد الجوية الاثنين.
أتت النار خصوصا على أشجار الصنوبر والبلوط الفليني والأرز، في المنطقة التي تعد عادة قبلة لهواة السياحة الجبلية.
وسبق أن شهدت المملكة موجة حر مماثلة الشهر الماضي أد ت إلى اندلاع 20 حريق غابات ما بين 9 و11 يوليوز أتت على نحو 1200 هكتار، وفق ما أفادت إدارة المياه والغابات.
ويتزامن اندلاع هذا الحريق مع كوارث مماثلة خلال الفترة الأخيرة في بلدان متوس طية بينها الجارتان الجزائر وإسبانيا، فضلا عن اليونان وتركيا.
في الجزائر تسببت الحرائق في مصرع أو فقدان أكثر من 90 شخصا، بينما أكدت الإدارة العامة للوقاية المدنية في هذا البلد ليل الأحد "السيطرة" على غالبية الحرائق وأنها "لم تعد تشكل خطرا على السكان".
وفي شرق المتوسط أيضا اندلعت نيران في مناطق غابوية قرب القدس حيث تم إخلاء بيوت في عدة قرى، وفق ما أعلنت الشرطة الإسرائيلية.
وتعود موجات الحر الشديد إلى ظاهرة الاحتباس الحراري ما يرفع احتمال اندلاع الحرائق.