في خضم التطورات التي تشهدها العلاقات بين الرباطوبرلين، أصدر المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، مذكرة تحليلية، أوصى من خلالها دول الاتحاد الأوروبي بمراجعة استراتيجيتها في منطقة المغرب العربي، والعمل من أجل تقليص الدعم المقدم للمغرب في المجال التنموي والاقتصادي، حتى لا يتفوق على باقي البلدان المغاربية خاصة تونسوالجزائر. وسجلت مذكرة المعهد وهو مؤسسة تقدم المشورة للبرلمان الألماني أن دول الاتحاد الأوروبي، لطالما وضعت المغرب في موقع أفضل من جيرانها المغاربيين، في إطار سياسة الجوار التي تتبناها بروكسل، مطالبة دول القارة العجوز بضرورة "وقف تقديم المساعدات الأوروبية للمغرب لتحقيق النمو والتنمية الإقتصادية، لكون تقدم المغرب يؤثر سلبا على كل من تونسوالجزائر"، حسب ما جاء في تقرير لصحيفة "أتلنتيكو" الفرنسية.
ووفقا لمذكرة المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، فإن المغرب "يتقدم بوتيرة أعلى من جيرانه الجزائروتونس"، معتبرا أنه في الوقت الذي وقعت فيه تونس في "غياهب النسيان" وأصبحت "غير ذات أهمية"، تحاول الجزائر "التغلب على الصعوبات التي تواجهها واللحاق بالمغرب"، حسب تعبيرها.
وتعتقد المذكرة أن "استمرار السياسة الأوروبية المحابية للمغرب من شأنها أن تحبط علاقة الاتحاد بجيران المغرب الآخرين.
وتأتي مذكرة المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، التي تنطوي على اتهامات مباشرة للمملكة بمحاولة الرغبة في الهيمنة الإقليمية، في الوقت التي لا تزال فيه علاقات الرباط مع بعض الدول الأوروبية من بينها ألمانيا وإسبانيا، تشهد توثرا غير مسبوق، نتيجة الموقف غير الودية لمدريد وبرلين، اتجاه قضية الصحراء المغربية.
واندلعت أزمة دبلوماسية بين المغرب وألمانيا، بلغت درجة استدعاء الرباط سفيرتها لدى برلين، ووقف جميع اتصالاتها مع السفارة الألمانية.
وأورد بيان لوزارة الخارجية المغربية، أن استدعاء السفيرة المغربية لدى برلين، تم بعد أن راكمت ألمانيا "المواقف العدائية التي تنتهك المصالح العليا للمملكة".