Reuters كريم خان كان محامي الدفاع عن نائب الرئيس الكيني وليام روتو وسيف الإسلام نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي توليالمحامي البريطاني كريم خان، 51 عاما، أمس الأربعاء مهام المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بعد أدائه القسم الذي تعهد فيه بالعمل "بشرف وأمانة وحياد ووفقا لما يمليه الضمير". وقال خان: "أتعهد رسمياً بأن أمارس مهامي وسلطاتي كمدع عام للمحكمة الجنائية الدولية بشرف وأمانة وحياد ووفقا لما يمليه الضمير". ويخلف المحامي والحقوقي البريطاني المسلم كريم احمد خان القاضية الغامبية فاتو بنسودا التي فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقوبات عليها. وترأس خان مؤخراً فريق تحقيق تابع تحقيق للأمم المتحدة في الفظائع التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. والمحكمة الجنائية الدولية ومقرها مدينة لاهاي الهولندية هي الكيان الوحيد المنوط به التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بشكل دائم. واشنطن تفرض عقوبات على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية وتستمر ولاية خان في منصب مدعي عام المحكمة لمدة 9 سنوات وهو ثالث مدعٍ عام في تاريخ المحكمة التي تأسست قبل 18 عاما. وكان وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب قد رحب بانتخاب خان مدعياً عاماً للمحكمة الجنائية الدولية في شهر فبراير/ شباط الماضي وقال إن "خبرة كريم الواسعة في القانون الدولي ستكون محورية في ضمان محاسبة المسؤولين عن أبشع الجرائم وتحقيق العدالة لضحاياهم". من هم الأيزيديون الذين ارتكب تنظيم الدولة بحقهم "جرائم حرب"؟ قضايا شائكة حصل خان على شهادة البكالوريوس في القانون مع مرتبة الشرف من كلية الملك جورج بجامعة لندن. وعلى امتداد مسيرته القانونية لسبعة وعشرين عاماً، شارك خان في أغلب المحاكمات الجنائية الدولية إلى جانب محاكمات محلية، في مواقع تباينت بين ممثل للادعاء وممثل للدفاع ومستشار قانوني للضحايا. ومن بين المحاكمات التي شارك فيها، تلك الخاصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة ومذابح رواندا والمحكمة الخاصة بلبنان. وقام بدور ممثل الدفاع عن نائب الرئيس الكيني السابق وليام روتو أمام المحكمة الجنائية الدولية التي أسقطت اتهامات القتل والترحيل والاضطهاد التي وجهت إليه عقب الانتخابات التي شهدتها بلاده عام 2007. كما مثل الدفاع عن سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي. Getty Images يحقق كريم خان في الفظائع التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق ومنذ عام 2018، تولى خان منصب المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق الذي أنشيء بموجب قرار لمجلس الأمن لتعزيز جهود المساءلة عن الجرائم الجماعية والجرائم بحق الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، والمعروف اختصاراً باسم "يونيتاد". وأثنت الناشطة الكردية الأيزيدية الحائزة على جائزة نوبل للسلام نادية مراد على جهود خان واصفة إياه في تغريدة لها ب "المدافع شرس عن تحقيق العدالة للأيزديين، و أنه سيواصل بلاشك دعمه للمجتمعات المهمشة من خلال محاسبة الجناة على أعمالهم الوحشية". نادية مراد: من "الاستعباد" إلى نوبل للسلام ورد خان على تغريدة مراد قائلا: "إن شجاعتك وقيادتك ونموذجك مصدر إلهام لي ولنا جميعا. صوتك جعل العالم يرى. شكراً لدعمك يونيتاد ولثقتك في وفي الفريق بأكمله. سنبقى متحدين اختى العزيزة". وكان فريق التحقيق الأممي برئاسة خان قد سلم مؤخراً رفات 104 من الأيزيدين الذين قتلوا فيما عُرف ب"مجزرة كوجو" لدى اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية مساحات شاسعة من العراق عام 2014. تحديات قادمة من بين أولى المهام التي ستقع على عاتق ممثل الادعاء الجديد في المحكمة الجنائية الدولية اتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدماً في تحقيقات مثيرة للجدل حول وقوع جرائم حرب في أفغانستان وفي الأراضي الفلسطينية. قرار المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في "جرائم حرب" في الأراضي الفلسطينية "يربك قادة إسرائيل" إذ كانت الولاياتالمتحدة التي بدورها لا تعترف بالمحكمة إلى جانب روسيا والصين- قد فرضت عقوبات على المدعية العامة الحالية للمحكمة فاتو بنسودا شملت حظر سفر وتجميد أصولها بسبب تحقيق حول الممارسات الأمريكية في أفغانستان. Reuters فاتو بنسودا أعربت عن اعتقادها بوجود ما يدعم مزاعم وقوع "جرائم حرب" في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. كما أن إسرائيل -وهي ليست عضو بالمحكمة- اتهمت المحكمة الجنائية الدولية بانتهاك "حق الدول الديمقراطية في الدفاع عن نفسها"، بعدما قضت المحكمة بامتلاكها سلطة قضائية على جرائم حرب مزعومة من قبل القوات الإسرائيلية وجماعات فلسطينية مسلحة.