فضلت إسبانيا، التي كانت تدعي أنها تبحث عن المهادنة مع المغرب بعد الأزمة الأخيرة، تعقيد الأزمة التي ضربت علاقاتها مع الرباط منذ استقبالها لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية بهوية مزيفة وجواز سفر مزور. وبعد رفضها المشاركة في المناورات العسكرية "الأسد الإفريقي 2021" التي تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية رفقة المغرب، انتقدت إدارة الأمن القومي الإسباني (DSN) في تقرير جديد، القرار اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء، وبسيادة المملكة على الأقاليم الجنوبية.
واعتبرت إدارة الأمن القومي الإسباني أن إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية عن اعترافها بسيادة المغرب على اقاليمه الجنوبية، الذي اتخذته في دجنبر الماضي، أنه "زاد من تعقيد الوضع".
يرتقب أن تتفاقم الأزمة بين المغرب وإسبانيا في حالة تأكد قرار وزارة الدفاع الإسبانية مقاطعة أضخم مناورات عسكرية في إفريقيا يحتضنها المغرب برعاية أمريكية ما بين 7 و18 يونيو المقبل.
وبررت إسبانيا عدم المشاركة في هذه المناورات العسكرية ب"أسباب مالية"، لكن مصادر حكومية إسبانية أكدت لصحيفة "إلباييس" أن "مدريد لا تريد أن تفسر مشاركتها بأنها اعتراف بمغربية الصحراء"، وأضافت أن المقاطعة جاءت لأن جزءا من المناورة سيقام لأول مرة في الأقاليم الجنوبية.
بيد أن منتدى "فار-ماروك" المتخصص في شؤون القوات الملكية المسلحة نفى أن يكون القرار صادرا من حكومة بيدرو سانشيز أو لأسباب مالية، بل إن القيادة المشتركة للأسد الإفريقي قررت عدم إشراك القوات الاسبانية في هذا التمرين الضخم بسبب الأزمة السياسية، وأكد أن مشاركة القوات الاسبانية كانت ستكون متواضعة و منحصرة في ساحتي المناورات بتفنيت و طانطان.