تغير الموقف من مشاركة قوات من الجيش الاسباني في مناورات الأسد الإفريقي في المغرب بعد الأزمة السياسية الأسوأ منذ عقدين من الزمن والتي اندلعت بين الرباطومدريد بعد استقبال زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي للاستشفاء في منطقة لاريوخا. ونفى منتدى "فار-ماروك" المتخصص في شؤون القوات الملكية المسلحة أن يكون القرار صادرا من حكومة بيدرو سانشيز أو لأسباب مالية، بل إن القيادة المشتركة للأسد الإفريقي قررت عدم إشراك القوات الاسبانية في هذا التمرين الضخم بسبب الأزمة السياسية.
وكانت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، أن الجيش لن يشارك في هذه المناورات لأسباب تتعلق بالميزانية، فيما نقلت عن مصدر حكومي قوله أن السبب الرئيسي لعدم المشاركة، هو أن جزءا كبيرا من هذه التدريبات، التي تشارك فيها إسبانيا كل عام، ستجرى لأول مرة في الصحراء، وان إرسال جنود إسبان إلى هناك، سيشكل اعترافا بسيادة المغرب على هذا الجزء من ترابه.
لكن منتدى "فار- ماروك" أوضح أن مشاركة القوات الاسبانية كانت ستكون متواضعة و منحصرة في ساحتي المناورات بتفنيت و طانطان.
وسيشارك في هذه المناورات التي تقودها الولاياتالمتحدة بتنسيق مع المغرب، 7آلاف و800 جندي من 9 دول، و67 طائرة (21 قتالية و46 للدعم) ومكونين بحريين، وتبلغ تكلفتها 28 مليون دولار.
واعتادت القوات الاسبانية أن تشارك كل عام في هذه التدريبات (التي تم تعليقها في عام 2020 بسبب وباء كورونا)، والتي تهدف إلى تحسين إمكانية التشغيل البيني للقوات الغربية مع القوات الإفريقية في مكافحة التهديد الجهادي، وهو أمر بالغ الأهمية لإسبانيا.
وللرفض الاسباني له ما يبرره في مدريد، فالمشاركة تعني اعترافا بالسيادة المغربية على كامل تراب الصحراء، وهو ما يعاكس الموقف الذي أصدرته إسبانيا بعد إعلان ترامب حيث تحفظت على القرار وعارضته، وكان هذا من بين أسباب التوتر مع المغرب، لكنها بررت موقفها بالجانب المالي فيما يمكن تفسيره بانحياز رسمي إلى التهدئة وتجنب التصعيد.