بعد المجهودات التي قام بها المغرب على مدى أشهر طويلة لتسوية النزاع في ليبيا، والخروج بما عرف باتفاق الصخيرات تسعى الجزائر إلى تعديل هذا الاتفاق من خلال دعوة فرقاء ليبين لمدارسة الأزمة . وذكر موقع "العربي الجديد" أن الجزائر شهدت في الأيام الماضية اجتماعات ومشاورات سياسية بين أطراف الأزمة الليبية لبحث الحلول الممكنة للتوصل إلى توافقات سياسية بشأن تعديل اتفاق الصخيرات، والتوجّه نحو إعادة بناء المؤسسات الرسمية والتوافقية للدولة الليبية. وعقدت شخصيات سياسية ليبية محسوبة على الطرفين المتنازعين في ليبيا خلال الأسبوع الماضي مشاورات في العاصمة الجزائرية.
ووفق المصدر ذاته فإن رئيس حزب "العدالة والبناء" الليبي محمد صوان والنائب فتحي باشاغا وشخصيات أخرى محسوبة على كتلة مجلس النواب وكتلة المؤتمر الوطني العام، التقوا في الجزائر، في اجتماعات هدفت للتوصل إلى صيغ أولية بشأن التعديلات المقترحة اتفاق الصخيرات الموقّع في جنبر 2015 في المغرب، خصوصاً ما يتعلق بالمادة الثامنة في الاتفاق المتعلقة بمنصب القائد الأعلى لقوات الجيش الليبي. كذلك جرى بحث مسألة مستقبل قائد القوات التابعة لبرلمان طبرق الجنرال خليفة حفتر، ضمن خريطة الحكم الليبي المستقبلي.
وحسب مصادر الموقع فإن "النقطة الأخيرة المتعلقة بموقع حفتر من التفاهمات المستقبلية، ما زالت تشكّل نقطة خلافية، ليس فقط بين كتلة المؤتمر الوطني ومجلس النواب، ولكن حتى بين الفاعلين في مجلس النواب وحكومة طبرق نفسها". وأكدت المصادر أن هذه الاجتماعات جاءت في أعقاب لقاءات عقدتها أطراف ليبية منفردة مع قيادات عسكرية مصرية في القاهرة، أبرزها قائد أركان الجيش المصري محمود حجازي. ولم يكن حفتر طرفاً في هذه المشاورات الأولية، على الرغم من تزامنها مع الزيارة التي قام بها إلى الجزائر بطلب من الأخيرة، في سياق مساعٍ جزائرية لفهم طلباته السياسية، ومحاولة إقناعه بأهمية تفاعله إيجابياً مع المساعي السياسية لحل الأزمة في ليبيا، على ضوء المخاطر الكبيرة التي تهدد ليبيا، والتهديدات الأمنية الخطيرة التي تواجهها دول الجوار كالجزائر وتونس، في حال زادت الأوضاع تعقداً في ليبيا.