وصلت العلاقات المغربية الاسبانية، إلى نقطة حرجة، بعد التطورات الأخيرة التي بدأت باستقبال اسبانيا لابراهيم غالي زعيم البوليساريو على ترابها، ثم تدفق الآلاف من المهاجرين المغاربة نحو ثغري سبتة ومليلية المحتلين. واتهمت تقارير اسبانية المغرب بالسماح لهؤلاء المهاجرين بالمرور كنوع من الرد على استقبالها لغالي، ليتم استدعاء سفيرة المغرب بمدريد من أجل التشاور.
فإلى أي مدى سيسوء الوضع بين المغرب واسبانيا، وهل استنفذت جميع الجهود والاتصالات من أجل تسوية الملفات العالقة بين البلدين الشقيقين.
حسن بلوان متخصص في العلاقات الدولية، قال في تصريح ل"الأيام24″، إن العلاقات المغربية الاسبانية وصلت إلى نقطة غير مسبوقة منذ سنوات، إذ بعد مجموعة من البلاغات المغربية الشديدة التي تطالب اسبانيا بأجوبة مقنعة حول القضايا العالقة، استدعت المملكة المغربية سفيرتها في مدريد على وجه السرعة لإعادة تقييم العلاقات.
وأوضح بلوان، أن هذه الخطوة تأتي بعد استنفاذ المغرب جميع الاتصالات والجهود من أجل تسوية الملفات المشتركة بين البلدين، محذرا الجارة الاسبانية من التضحية بالتعاون الاستراتيجي المشترك بين البلدين.
لكن يضيف المحلل السياسي في حديثه للموقع، توقيت هذه الخطوة وسياقها زاد من تأزيم العلاقات بين البلدين، إذ جاءت بعد يومين من تدفق للمهاجرين بأعداد غير مسبوقة نحو ثغري سبتة ومليلية المحتلتين، وهو ما اعتبرته مدريد تقصيرا من الجانب المغربي، رغم تأكيد هذا الأخير على أن الأمر غير مرتبط بالأزمة بين البلدين (حسب تصريح وزيرة الخارجية الاسبانية)، رغم تحذيرات المغرب للاتحاد الاوربي اكثر من مرة انه لن يلعب دور دركي أوروبا في غرب المتوسط.
وأبرز بلوان، أن اسبانيا تحاول أن تختزل الازمة في ملف حساس وهو الهجرة، لكن المغرب يضغط جاهدا من اجل تسوية جميع الملفات دفعة واحدة ابتداء من موقف اسبانيا العدائي اتجاه قضية الصحراء المغربية وصولا الى ملفات الحدود والأمن والهجرة.
في ذات السياق، أورد المتخصص في العلاقات الدولية، أن استدعاء المغرب لسفيرته في مدريد من أجل التشاور يدعم التعاطي الجديد للدبلوماسية المغربية مع بعض الدول الاوربية، حيث لا يمكن الحفاظ على الشراكة الاستراتيجية واستثمار التعاون المشترك دون الحفاظ على مصالح المغرب العليا خاصة إذا تعلق الامر بالصحراء والسيادة المغربيتين.
وخلص بلوان، بالقول أنه على العموم مهما اشتدت الأزمة بين البلدين وتفاقمت الملفات والقضايا المؤجلة بينهما، فلا بد من الجلوس الى طاولة المفاوضات والارتكان للحوار البناء، نظرا لحاجة اسبانيا الملحة لشريك استراتيجي من حجم المغرب، وأيضا حاجة المغرب للشراكة الاوربية التي تعتبر اسبانيا بابها الرئيسي.