بعد نشر «الأيام» لفصول مثيرة من كتاب «عائد من المشرحة» لصاحبه أحمد حو الذي قضى عقدا ونصف من السجن في حي الإعدام، بسبب نشاطه في «الشبيبة الإسلامية» لمؤسسها عبد الكريم مطيع، ونشرها أيضا حوارا مع صاحب الكتاب تضمن عددا من المواقف والتفاصيل التي عاشها، من بينها إثارته لاسم الأستاذ عبد الإله ابن كيران الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، أكثر من مرة، تواصل معنا عبد الإله ابن كيران الذي أكد عدم معرفته بالرجل أو أن يكون حصل بينهما أي لقاء يوما أو أنه سمع باسمه. وبدا واضحا أن ابن كيران تفاجأ بما أورده أحمد حو بخصوص أنه كان يهاجمه مع معتقلين آخرين لما كان مديرا لجريدة «الراية»، وأن الجريدة التي كان يديرها لم تكن تنشر البلاغات التي كانوا يبعثونها من السجن وغيرها. وأكد ابن كيران أن ذلك لم يحصل إطلاقا، خصوصا أنه لم يعرف باسم الرجل إلا من خلال صفحات «الأيام»، في وقت أكد مصدر آخر كان له منصب بجريدة «الراية» (التي كانت تصدر عن حركة الإصلاح والتجديد ثم حركة التوحيد والإصلاح بعد وحدتها الاندماجية مع رابطة المستقبل الإسلامي والتي ستتحول سنة 1999 إلى «التجديد») أن الجريدة كانت تُغطي أنشطة المعتقلين الإسلاميين، وكانت تتعامل مع ملفهم إنسانيا وبمعزل عن الجانب السياسي. ————————————————————————————————– رد على ردّ ابن كيران
بعد التوضيح الذي قدمه ذ. عبد الإله ابن كيران بخصوص ما قاله المعتقل السياسي السابق محمد الحو من عدم دفاعه عنه أيام الاعتقال، نقدم هنا ردا على الرد، لتقريب المتتبع من حقيقة ما جرى.
بعد ردكم الغريب على مذكراتي «عائد من المشرحة» وما نشرته «الأيام» عن ذلك وزعمكم أنكم لم تلتقوا بي قط ولا تعرفونني البتة، اسمحوا لي أن أذكركم بما يلي:
1. قبل الاعتقال، كم مرة كنت تزورنا بمدينة المحمدية باعتبارك كنت قياديا في حركة الشبيبة. 2. كم مرة زرتنا بالسجن المركزي وكنت تتحدث معنا كوسيط للدولة، وأذكرك عندما كنت تزعم أن طلبنا العفو هو حق يكفله لنا الدستور وكنا ننظر إليك باندهاش ونرد عليك برفض كل مزاعمك. 3. لقد زرناكم بعد الإفراج عنا سنة 1998 في مقر جريدة «التجديد» قرب مقبرة الشهداء بالرباط أنا وعبد الصمد بوعبيد ومحمد حقيقي، ولما قدمنا لك أنفسنا بأسمائنا وقلنا أننا نحن المعتقلون في مجموعة ال 71 المفرج عنهم لم يرقك مصطلح المفرج عنهم فعقبتَ بطريقة استفزازية بل المعتقلون «المعفى عنهم». 4. أما عن المقال الذي نشرته جريدتكم الراية في سنة 1997 وكنتم أنتم مديرها فقد عنونتموه بطريقة لا تحتمل إلا أمرا واحدا وهو الوشاية، والغريب أن أحد إخواننا وهو بلقاسم حكيمي اتصل بك هاتفيا لينبهك لخطورة المقال لكن أبيت إلا العناد وقطعت الهاتف في وجهه. 5. أما أنكم كنتم تنشرون لنا فهذا أمر لم ننكره، ولكن في الغالب لم تكونوا تنشرون إلا بعد أن تفرغوا بياناتنا من محتواها وتقطعوا أوصالها، فإذا وصلكم بيان عن إضراب عن الطعام لا تنشرونه إلا بعد أن تشككوا في مشروعية الإضراب، ومرارا كنتم تتهموننا في جرائدكم بأننا موالون لأعداء الله وتعنون بذلك اليسار، ونعادي أولياء الله وتعنون بذلك أنفسكم، وأرشيف «التجديد» و«الراية» ما يزال شاهد على ذلك. 6. كنتم شخصيا لا تتركون فرصة أيام اعتقالنا إلا وتكيلون لنا كل السباب والتهم. ألم تتهمنا في شريطك الذي مازلنا نحتفظ به، بالمؤامرة المسلحة وهي التهمة التي لم يتهمنا بها النظام نفسه؟ ألم تُسوغ وتبح لصاحبك الحاج الخلطي المعروف بكومسير التعذيب في نفس الشريط بأن من حقه أن يمارس التعذيب على ضحاياه؟ أليس هو من صرح بأنك أنت من أعطاه فتوى بجواز التعذيب؟ كل ذلك منشور في الصحافة وفي شريطك السيء الذكر، وقبل أن يتوفى الخلطي قدم اعتذارا للضحايا عما جنت يداه في حق مناضلين من يسار وإسلاميين، وكان الأولى بك أن تعتذر لكنك فضلت سلوك الهروب إلى الأمام بالإنكار، والله يعلم ما تخفي الصدور.
اقرأ أيضا: حوار "الأيام" الذي أثار زوبعة من الردود بين معتقل سياسي و ابن كيران و الكومسير الخلطي