أعربت منظمة الأممالمتحدة، قبل أسابيع عن فشلها في تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء ، خلفا للرئيس الألماني الأسبق هورست كولر، مؤكدة أنها تواصل مشاوراتها لتعيين مبعوث جديد . ويبدو أن مهمة تعيين مبعوث جديد ليست أمرا سهلا تماما، خاصة وأن هورست كوهلر استقال في 2019، عقب محادثات في جنيف، لم تفضي إلى شيء.
هذه المحادثات التي شملت المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو لم تستطع تحريك المياه الراكدة في لانزاع الذي عمر أزيد من 40 سنة.
ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، كان قد قال خلال إحاطة إعلامية في رده عن سؤال حول تأخر الأممالمتحدة في تعيين مبعوث جديد للصحراء بالرغم من مرور حوالي سنتين على استقالة هورست كوهلر لأسباب صحية،:"إنها ليست أسهل وظيفة على قائمة الأممالمتحدة. إنها وظيفة حاسمة".
وأضاف دوجاريك أن أنطونيو غوتيريس، الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، "سعى إلى ملء هذا المنصب، غير أنه كما هو الحال في كثير من هذه التعيينات، ليس كل شيء بين يديه... لكنه يقوم بواجبه".
ويبقى دور المبعوث الأممي في قضية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية محدودا يقتصر على الوساطة وتقريب وجهات النظر، ولا يمكنه أن يفرض أجندته على أي طرف من أطراف النزاع.
ومنذ رحيل الرئيس الألماني السابق، لم يحظ أي من المرشحين الذين اقترحهم أنطونيو غوتيريش بموافقة الأطراف. وآخرهم، رئيس الوزراء الروماني السابق بيتر رومان، الذي رفضت جبهة البوليساريو والجزائر ترشيحه.
وتستبق الاممالمتحدة الزمن لتعيين المبعوث الأممي الجديد قبل عرض الملف على مجلس الامن في الأشهر المقبلة.
وفي هذا السياق يرى مراقبون أن تأخر الأممالمتحدة، في تعيين خلف لهورست كوهلر، راجع بالأساس إلى رغبتها في إيجاد اسم معروف ولديه إجماع، وينبغي أن يكون شخصية غربية معروفة دوليا وبخريطة طريق واضحة.
وفي السياق ذاته كشفت، صحيفة "القدس العربي" أن الاممالمتحدة تدرس اسماء جديدة لشخصيات غربية معروفة بحيادها في هذا الملف، ولديها معرفة كبيرة بمنطقة المغرب العربي. كما بحثت الأممالمتحدة في سجل الفائزين بجائزة نوبل للسلام لتولي المنصب.
وجدير بالذكر أن أبرز شخصية تولت منصب المبعوث الخاص إلى الصحراء هو وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر، إذ إنه كان الوحيد الذي نجح في تحريك المفاوضات بين الأطراف بشكل قوي ما بين عامي 1996- 2004.