في ظل التطورات الكبيرة التي باتت تعرفها قضية الصحراء المغربية، لا زال موضوع تعيين مبعوث أممي جديد للمنطقة خلفا للألماني هورت كولر بعيدا، وسط مطالبة من الجزائر وجبهة "البوليساريو" بالإسراع بتسمية شخصية جديدة لهذا المنصب. وفي السياق ذاته، خرج ستيفان دوجاريك، الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، مجددا، للحديث عن خلفيات تأخر الأمين العام أنطونيو غوتيريس في تعيين مبعوث أممي جديد إلى المنطقة. وقال دوجاريك في ندوته اليومية، ليلة أمس الخميس، ردا على سؤال حول تأخر تعيين مبعوث أممي جديد لما يقارب السنتين، وهو ما إذا كان "لا أحد يريد هذه الوظيفة"، إن هذه المهمة "ليست أسهل وظيفة في قائمة الأممالمتحدة، ومهمة محرجة". وأوضح دوجاريك أن الأمين العام للأمم المتحدة "كان يحاول جاهدا ملء هذا المنصب، ولكن كما هو الحال في الكثير من هذه التعيينات، ليس كل شيء بيده، لكنه يقوم بواجبه". من جانبها، استبقت الجبهة الانفصالية، أي تقدم في تسمية المبعوث الأممي بمراسلة وجهتها إلى غوتيريس قبل أشهر قليلة، تتهم فيها المغرب بمحاولة فرض شروط مسبقة على عملية تعيين المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام؛ مهددة بعدم التعاون، بالقول: "لن ننخرط في أي عملية سياسية ناتجة عن هذه الشروط المسبقة".. الأمين العام للأمم المتحدة كان قد بعث، في شهر غشت الماضي، لائحة بالأسماء، التي يقترحها لتولي منصب المبعوث الأممي الجديد إلى الصحراء المغربية، إلى ممثلي الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن، وذلك لتعويض الرئيس الألماني السابق، هورست كوهلر، المستقيل؛ غير أن الدول الخمس تداولت في الأسماء المقترحة دون أن تتوافق على أي منها. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت في شهر ماي من سنة 2019، أن مبعوثها إلى الصحراء المغربية، الرئيس الألماني الأسبق، "هورست كولر"، قدم استقالته من منصبه "لدواع صحية"، مضيفة أن "الأمين العام، أنطونيو غوتيريس، يأسف بشدة لهذه الاستقالة، لكنه قال إنه يتفهمها تماما، وقد أعرب عن أطيب أمنياته للمبعوث الأممي، الذي تسلم مهامه، في شهر يونيو من عام 2017، وأطلق سلسلة مباحثات؛ جلست فيها الجزائر بصفتها طرفا إلى جانب كل من المغرب وجبهة "البوليساريو" الانفصالية.