بعد أن برزت مؤشرات قوية بأنّ الموجة الثالثة من فيروس كورونا قد تكون الأسوأ من الموجتين السابقتين، وهو أمر وقفت عنده بعض الدول، من بينها فرنسا، توجّهت الأنظار في الفترة الحالية إلى الهند بعد أن أصبحت السلالة الهندية ترعب العالم. تخوفات من تسلل السلالة الهندية إلى دول أخرى بعد أن رُصدت في 17 دولة على الأقل في الأيام الأخيرة، من بينها إيطاليا وبلجيكا وسويسرا واليونان، قابلتها تحركات مغربية في هذا الإطار، وهو ما كشفه مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح في تصريحه ل "الأيام 24" بقوله: "المتحوّر الهندي الذي يجمع بين جزء من المتحوّر البرازيلي إضافة إلى جزء آخر وبعد انتشاره بشكل مقلق، جعل مجموعة من الدول تعلّق رحلاتها مع الهند، من بينها المغرب، إضافة إلى اتخاذ مجموعة من التدابير الإحترازية الأخرى، تبقى في مقدمتها العزل الصحي تفاديا لانتشار الوباء".
وبعد أن تجاوز عدد الوفيات بفيروس كورونا، اليوم الأربعاء بالهند، 200 ألف حالة وفاة ولم تتوقف محارق الجثث عن العمل، حذّر عفيف من التعامل بمنطق الإستهانة بالسلالات المتحورة وبالموجة الثالثة من الفيروس، مشيرا إلى أنّ هذه الموجة رأيناها في البلدان الأخرى وفي فرنسا بشكل أكبر التي بلغت فيها نسبة الملأ بأقسام الإنعاش أزيد من 5 آلاف سرير، إضافة إلى بروزها في تونسوالهند.
وفي سؤالنا عن حقيقة تزايد حالات الإصابة بكورونا في المغرب، أوضح أنّ الوباء لو كان منتشرا لكانت الحالات أكثر، وهو يطمئن المغاربة بانخفاض عدد المصابين بعدما أعلنت وزارة الصحة، أمس الثلاثاء عن تسجيل 507 حالة إصابة و623 حالة شفاء و6 حالات وفاة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، في حين بلغ عدد المستفيدين من الجرعة الأولى من التلقيح 4 ملايين و808 آلاف و303 شخص.
وأضاف بالقول إنّ الحالة الوبائية في المغرب وإن كانت مقلقة غير أنها متحكم فيها، وهو يمنّي النفس بأن يطوي المغرب صفحته الأخيرة مع كورونا في مدة معقولة لتعود الحياة إلى سابق عهدها.