في أول يوم من رمضان، يخيم الحزن والأسى بجماعة المعازيز المحسوبة على إقليمالخميسات بعدما لقي ثلاثة أشخاص، أمس الثلاثاء، مصرعهم ببالوعة للصرف الصحي بحي التنمية "دوار عين موكة" التابع ترابيا للجماعة القروية ذاتها. الخيوط الأولى لهذه الواقعة، بدأت بعدما قام صاحب محل للبقالة موجود بالقرب من البالوعة بالنزول إليها من أجل تطهيرها بسبب اختناقها بعدما غطّت الرائحة الكريهة المكان، ما دفعه إلى التطوع بعدما كان يأمل أن يطرد ما كان يستنشق من روائح مقرفة دون أن يعلم أنه على موعد مع موت حتمي.
نزول البقال الذي كان قيد حياته يبلغ من العمر 60 سنة، وحسب مصادر مقربة في اتصال هاتفي ل "الأيام 24″، كان دون استعمال حبل يعينه في مهمته، خاصة وأنّ البالوعة ضيقة وعمقها يتراوح بين 15 إلى 20 مترا، تشير مصادرنا، ما جعله يختنق من شدة الرائحة.
طوّقته الرائحة الكريهة في الوقت الذي كان فيه رجل في الأربعينيات من عمره يلعب الكرة رفقة ابن أخته البالغ من العمر 25 سنة، فتدخلا طمعا في إنقاذه، غير أنّهما وقفا أمام محنة حقيقية قبل أن يلقيا مصرعهما.
الواقعة وبعدما جرت في حدود الساعة الواحدة وثمان وخمسين دقيقة، لم تحضر عناصر الوقاية المدنية في حينه بحكم بعد المسافة بين جماعة المعازيز وإقليمالخميسات والمتمثلة في 35 كيلومترا، تردف مصادرنا بالقول، قبل أن تضيف إنّ عناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية والدرك الملكي، ضاعفت جهودها أمام صدمة الساكنة وصراخ وعويل عائلات الضحايا.
وأفصحت في المقابل أنّ عنصرا من عناصر الوقاية المدنية، حاول هو الآخر انتشال الأشخاص الثلاثة الذين سقطوا بالبالوعة إلا أنه اختنق، ليتم إسعافه ونقله إلى المستشفى الإقليميبالخميسات بعد إخراجه بواسطة جرافة، فيما نقل الضحايا إلى مستودع الأموات بالمستشفى ذاته.
وتقاسمت مصادرنا، توجيه المواطنين أصابع اللوم إلى الجماعة بسبب هذه الواقعة، خاصة بعد أن خاضوا في فترات سابقة، خطوات تصعيدية احتجاجا على غياب قنوات الصرف الصحي وانعدام البنية التحتية دون مجيب.