على غرار سابقتها، لم تمر الزيارة التي يقوم بها وفد مغربي حاليا إلى إسرائيل دون أن تثير جدلا، إذ لقيت زيارة رجال تعليم وإعلاميين مغاربة للكيان الإسرائيلي، انتقادات واسعة. فإذا كان الوفد المغربي، الذي يضم 16 شخصا، قد أكد أن زيارته لإسرائيل تدخل في إطار المشاركة في مؤتمر حول الهولوكوست، وكذلك للدفاع عن القضايا الوطنية الإستراتيجية للمملكة، وعلى رأسها قضية الصحراء، هناك من يرى أن أعضاء هذا الوفد هم "عملاء، منخرطون في مخطط تقسيم المغرب"، على حد تعبيرهم. وفي هذا الصدد، اتّهم رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان "الوفد الذي يزور الكيان الصهيوني، بانخراطه في مخطط خطير يهدف إلى تقسيم المغرب إلى خمس دويلات"، مشددا على أن "الأمر أصبح خطيرا ولا يمكن السكوت عنه، ذلك أن الوحدة الترابية والسيادة الوطنية في خطر حقيقي، ونحن الآن على شفا حفرة من انطلاق مشروع التخريب وتقسيم المغرب." ويحمان، في تصريحه ل"الأيام 24" هاجم أعضاء هذا الوفد، معتبرا أن ما قاموا به هو "تخابر مع الأعداء، الذين يخططون لتفجير المغرب والجزائر وكل المنطقة في إطار المشروع الخبيث الذي يهمّ مختلف الأقطار العربية والإسلامية"، مضيفا: "هذا الوفد الذي ذهب إلى الكيان الصهيوني، في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي يصادف 29 نونبر، وفي نفس اليوم الذي يدين شعوب العالم المجازر الصهيونية في حق الفلسطينيين، من خلال اغتصاب أراضيهم وتشريدهم من منازلهم، في هذا الوقت يذهب هؤلاء للاحتفاء مع الصهاينة والتضامن معهم ضد الشعب الفلسطيني.. ومن أفظع ما أضافوه من الخيانة والعمالة هو تلويحهم للرمزيات الوطنية حيث ذهبوا للكنيست الصهيوني مرتدين لباس الصحراويين، وبوجوه مكشوفة، كما يدلون بتصريحات، يدعون فيها أنهم يدافعون عن الصحراء المغربية، في حين أنهم منخرطون في مخطط تقسيم المغرب"، على حد قوله. واستغرب المتحدث نفسه في ذات التصريح من الطريقة التي حصل بها الوفد على ترخيص لزيارة الكيان الصهيوني، قائلا: "لا أفهم كيف غادر رئيس الوفد بدون إذن، وهو بالمناسبة رجل تعليم، تاركا تلامذته بدون دراسة، فنحن نريد أن نعرف الحقيقة.. من أعطاه الترخيص ومكّنه من السفر، يجب على المسؤولين أن يكشفوا لنا من كان وراء هذا الوفد، ومن صرّح لهم بمغادرة البلاد؟
من جانبه، قال رئيس الوفد عبد الله الفرياضي، في تصريحات صحفية إن هذه الزيارة ستتيح لهم الفرصة لإجراء لقاءات بشخصيات إسرائيلية نافذة، بهدف رفع مستويات التنسيق بشأن الترافع الإيجابي بخصوص القضايا الاستراتيجية للمغرب"، مضيفا: "كما سنشارك في فعاليات أيام دراسية، حول الهولوكوست."
وتعدّ هذه الزيارة هي الثانية التي يقوم بها وفد مغربي إلى إسرائيل، في ظرف شهرين، إذ سبق لمجموعة من الصحفيين أن زاروها مؤخرا، في زيارة دامت أسبوعا وأثار الكثير من ردود الأفعال. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، قبل 16 سنة، إبان اندلاع الانتفاضة الثانية، إذ صدر قرار بإغلاق مكتبي الاتصال في كل من الرباط وتل أبيب.