كشف الموقع الالكتروني"الجزائر تايمز" في تحليل مطول أن قيادة جبهة البولساريو الانفصالية تعيش أوضاعا سياسية واقتصادية صعبة، تدفعها إلى الارتماء في أحضان التنظيمات الارهابية، وفي مقدمتها تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية داعش. وأضاف الموقع أنه بسبب الظروف الجديدة التي يعرفها الانفصاليون أن هناك العديد من المؤشرات والادلة تؤكد أن هذه الاوضاع قد تكون سببا في دفع البولساريو إلى التعاون مع تنظيم القاعدة، الذي قدم دعما سياسيا وماليا لها، وكذلك الامر بالنسبة لتنظيم الدولة الاسلامية داعش بينما وفرت البولساريو دعما لوجستيا لتلك الجماعات المسلحة المتشددة التي أخذت تتغلغل في المنطقة.
واسترسل المقال أن هذه التغييرات قد تؤدي قريبا إلى موجة من انخراط شباب البولساريو ومقاتليها في أنشطة هذه الجماعات، والتي من أبرزها في الوقت الراهن تنظيم الدولة مشيرا إلى مبايعة المدعو "لحبيب سعيد" المعروف ب "أبو الوليد الصحراوي" ل داعش بعد أن كان منتميا للبولساريو.
وتابع أن الحاجة إلى الدعم المالي والسياسي دفع البولساريو إلى البحث عن ذلك لدى الجبهة الانفصالية من أجل تحقيق مكاسب سياسية في المواجهة مع الدولة المغربية، وبذلك تحولت من جماعة انفصالية مستقلة وتنظيم دولي إلى جماعات وظيفية في أيدي التيارات الجهادية الراديكالية التي باتت تملك الموارد الكافية من المال و السلاح.
وحسب ذات المصدر فإن الخدمة التي تقدمها البولساريو للتنظيمات الارهابية مقابل هذا الدعم تتمثل في خبرتها بدروب الصحرا المتعرجة التي مكنت القاعدة من جني أرباح بعد اعتمادها سياسة الخطف وسيلة لجلب المال.
واستشهد الموقع الجزائري بتحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية وكشف أن تنظيم القاعدة وفروعه المباشرة قد جنوا أرباحا ب 125 مليون دولار من ايرادات عمليات الاختطاف منذ عام 2008.
وفي ذات السياق ابرز الموقع استنادا إلى تقرير للمركز الدولي للدراسات حول الارهاب أن مخيمات تندوف أصبحت مجالا خصبا لمجندي القاعدة والتهريب بجميع أشكاله.
كما ذكر التحليل بإعلان وزارة الداخلية المغربية في فبراير الماضي عن تفكيك خلية ارهابية بالصحراء على علاقة بتنظيم الدولة في ليبيا، ومناصريه في المغرب، ووفرت وسائل لتهريبهم عبر للحدود الموريطانية، وذلك مما سيثبت التعاون ما بين التنظيم والبولساريو.
وأفرد استنادا إلى المحلل السياسي مصطفى زهران، إلى أن البولساريو تأمل في أن تصبح في القريب عراب الدولة الجديد في الصحراء من جهة ومالك مفاتيحها من جهة أخرى.