في الوقت الذي خلف انسحاب وفد المغرب دول عربية أخرى تضامنت معه، للقمة العربية الإفريقية المنعقدة في العاصمة الغينية مالابو ارتباكا واضحا، للمنظمين، سعت جمهورية مصر العربية إلى تبرير تواجدها في هذه القمة التي يحضر فيها وفد عن جبهة البوليساريو الانفصالية . ويرى مراقبون أن موقف مصر التي يحضر رئيسها عبد الفتاح السيسي للقمة بشكل شخصي يبقى ملتبسا وغير مفهوم بالنسبة للمغرب .
وقال عبد الفتاح الفاتحي الخبير في شؤون الصحراء إننا أمام موقفين، الموقف المغربي الذي يرى أن فيه شرخا لأن عددا من الدول العربية لم تتخذ موقف دول مجلس التعاون الخليجي، فيما الموقف الإفريقي والداعم لجبهة البوليساريو ميزته الوحدة".
وأوضح الفاتحي في حديث خاص ل"لأيام 24 "أن إجماع الاتحاد الإفريقي على الاحتفاظ بالبوليساريو بدا واضحا في هذه القمة وهو ما عكسه حضور الدول الإفريقية العضو فيه.
ولفت المتحدث ذاته أن هذا الأمر يطرح تساؤلا جوهريا ، فإذا كان هذا موقفنا في قمة افريقية عربية، فمن يدعمنا في قمة افريقية صرفة ؟ .
وعن الموقف المغربي، اعتبر الفاتحي أنه طبيعي لأنه " ينسجم وقناعاته السياسية، فجبهة البوليساريو تسمي دولة وهمية غير معترف بها أمميا، وتنضبط لمبادئ القانون الدولي في تشكيل الكيانات ذات السيادة."
مشيرا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال، أن يشرعن قبولها في المنتديات الإقليمية والدولية. وطبيعي أن الدول العربية أن تتخذ موقفا مماثلا للموقف المغربي كإسناد في سياق تحالف عربي، أو طبقا لما يضبط وجودهم في جامعة الدول العربية التي لا تعترف بهذا الكيان من ضمن عضويتها. وتابع الخبير ذاته بالقول" إن الدول العربية داومت على هذا العرف فيما يخص مسألة نزاع الصحراء وسيادة "جمهورية البوليساريو الوهمية "أي موقفها تاريخي وغير جديد" . و عن حضور لبوليساريو للقمة قال الفاتحي إنه "من الناحية البراغماتية وبالنظر إلى الملفات الاقتصادية والاستثمارية والسياسية الثقيلة التي ستناقشها القمة، تجعل من وجود البوليساريو غير فعال ولا مفيد لكونها لا تمتلك ملفات للنقاش."
مضيفا أن " القمة العربية الإفريقية أكبر من أن تفشل بسبب إصرار جانب بحضور كيان غير معترف به أمميا ولا يمتلك مواصفات الفعالية في قمة ذات أهداف استراتيجية في الاقتصاد والاستثمار والسياسة.