أثارت حادثة تحرش بطفلة وقعت في مدخل عقارا بمنطقة المعادي في القاهرة سخطا عارما عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مصر. وأظهر مقطع فيديو وثقته كاميرا مراقبة وتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي لحظة محاولة رجل التحرش بطفلة عبر ملامسة أجزاء من جسدها قبل أن تظهر سيدة تقطن في المبنى لتواجه المتحرش الذي لاذ بعدها بالفرار. وفي وقت لاحق ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على المتهم الذي ظهر في مقطع الفيديو وأحالته للتحقيق. كما ستستمع نيابة جنوبالقاهرة الكلية إلى أقوال شهود العيان وطلبت تحديد هوية المجني عليها وإحضارها إلى النيابة لاستكمال التحقيقات. من جهة أخرى أفادت وسائل إعلام مصرية بأن موظفة تعمل المبنى، وهي التي نشرت الفيديو عبر حسابها الشخصي على فيسبوك، قد حذفته بعد أكثر من 12 ساعة من نشره بعد "تعرضها لضغوط". #متحرش_المعادي وفور انتشار مقطع الفيديو أطلق ناشطون عدة وسوم تناقش ما حدث كان أبرزها وسما #متحرش_المعادي و #متحرش_الاطفال اللذان تصدرا قائمة الترند على تويتر في مصر. وعبر الناشطون عن غضبهم وصدمتهم مما حصل. من جهتها أصدرت دار الإفتاء بيانا قالت فيه: "التحرش الجنسي بالأطفال كبيرة من كبائر الذنوب تنأى عنها كل الفطر السوية، وعلى أولي الأمر أن يتصدوا لهذه الجريمة النكراء بكل حزم وحسم". وعن "مظهر المتحرش" اعتبرت نور أنه "لم يعد هناك من يؤتمن. شخصيات مثقفة ظاهريا ملتزمة ومحترمة لكن تحركها شهوات حيوانية لا تفرق بين طفلة أو غيرها". من جهة أخرى دار نقاش واسع حول مفهوم "الستر"، إذ رأى البعض أنه رغم أن ما حصل يعد صادما، لكن يجب ألا يتم تداول اسم المتحرش ولا التشهير به. هذا الرأي واجهه كثيرون بتعليقات غاضبة، كان من أبرزها الفنان المصري محمد هنيدي، الذي كتب في صفحته عبر تويتر: "بعض الأشخاص بيتكلموا عن الستر في جريمة مرعبة زي التحرش بطفله .. الستر لما بتكون بترتكب معصية أكيد .. بس المعصية دي مابتأذيش حد أما التحرش بطفلة ده جريمة". وحذر فاضل سليمان من "الاضطرابات النفسية المدمرة" على الأطفال التي قد يسببها التحرش. ونشر كثيرون نصائح للأهل عن كيفية حماية أطفالهم والإجراءات التي عليهم اتباعها لتجنب حصول أحداث مشابهة معهم. شجاعة امرأة من جهة أخرى، حازت المرأة التي ظهرت في الفيديو وهي تواجه المتحرش على إشادة واسعة من مستخدمي مواقع التواصل ووصفها كثيرون ب"البطلة" و"الشجاعة". واعتبر البعض أن تزامن مواجهة المرأة مع المتحرش في يوم المرأة العالمي هو تكريم إضافي لها.