Getty Images البابا فرانسيس يحيي مودعية عند باب الطائره في مطار روما متجها إلى بغداد غادر البابا فرنسيس مدينة روما الإيطالية اليوم، الجمعة، متجها إلى العراق في زيارة هي الأول من نوعها لبابا الفاتيكان. وتهدف الزيارة، التي تستمر أربعة أيام، إلى طمأنة المجتمع المسيحي في العراق، وتعزيز الحوار بين الأديان. وتقل طائرة تابعة لشركة أليطاليا البابا والوفد المرافق له، كما يرافقه مسؤول أمني، ونحو 75 صحفيا، في رحلة تستغرق 4 ساعات ونصف من مطار ليوناردو دافنشي في روما إلى العاصمة العراقيةبغداد. ومن المقرر أن يلتقي البابا، في أول رحلة خارجية له منذ تفشي وباء كورونا، مع أبرز رجال الدين من الشيعة في العراق. وكان البابا قد أصر على الزيارة رغم تسجيل زيادة جديدة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا والمخاوف الأمنية. وقال البابا فرنسيس، بعد ساعات من هجوم صاروخي استهدف قاعدة تستضيف القوات الأمريكية يوم الأربعاء، إن المسيحيين العراقيين لا يمكن "خذلانهم للمرة الثانية". * ما الذي يجعل زيارة البابا فرنسيس إلى العراق تاريخية؟ * زيارة البابا فرانسيس إلى العراق: ما الرسالة التي يريد البابا فرانسيس إيصالها؟ Reuters تعد زيارة البابا فرنسيس للعراق أول زيارة خارجية له منذ بداية تفشي فيروس كورونا وكان البابا يوحنا بولس الثاني، بابا الفاتيكان السابق، قد ألغى زيارة للعراق في نهاية عام 1999 بعد انهيار محادثات مع حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ومنذ ذلك الوقت، تراجعت أعداد المسيحيين في العراق من 1.4 مليون إلى حوالي 250 ألفا. وكان كثيرون قد فروا خارج البلاد هربا من أعمال العنف عقب الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 وأطاح بصدام حسين. كما نزح عشرات الآلاف عندما اجتاح مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية شمالي العراق في عام 2014، ودمروا كنائسهم التاريخية، واستولوا على ممتلكاتهم، وخيّروهم بين دفع الجزية أو تغيير دينهم أو مغادرة البلاد أو مواجهة الموت. * حصاد 2020: شخصيات دينية تركت بصمتها * 2020: كيف أربك وباء كورونا الشعائر الدينية ؟ Reuters أعيد ترميم كنيسة الطاهرة الكبرى في قراقوش بعد تعرضها لتخريب من جانب تنظيم الدولة الإسلامية ما الذي يأمل البابا في تحقيقه؟ يهدف بابا الفاتيكان إلى تشجيع المسيحيين والدعوة إلى السلام خلال اجتماعات مع زعماء سياسيين وغيرهم من رجال الدين، بحسب مراسل بي بي سي مارك لوين. وقال البابا فرنسيس، مخاطبا الشعب العراقي في رسالة بالفيديو عشية رحلته: "أوافيكم حاجا تائبا لكي ألتمس من الرب المغفرة والمصالحة بعد سنين الحرب والإرهاب، ولأسأل الله عزاء القلوب وشفاء الجراح". وأضاف: "أوافيكم حاجا يشوقني السلام... وأسعى خلف الأخوة وتدفعني الرغبة في أن نصلي معا ونسير معا ومع الإخوة والأخوات في التقاليد الدينية الأخرى أيضا، تحت راية أبينا إبراهيم، الذي يجمع في عائلة واحدة المسلمين واليهود والمسيحيين". وقال البابا للمسيحيين العراقيين: "أود أن أحمل لكم عناق الكنيسة بأسرها المفعم بالحنان، الكنيسة التي هي قريبة منكم ومن الشرق الأوسط المتألم، وأنا أشجعكم على المضي قدما". * مجسم الكعبة في كربلاء: لماذا أثار جدلا واسعا داخل وخارج العراق؟ * الربيع العربي في ذكراه العاشرة: كيف أسهمت الانتفاضات في تعميق الصدع السني الشيعي؟ Reuters سوف يحضر البابا فرنسيس اجتماعا مشتركا بين أتباع المسيحية والإسلام واليهودية في موقع مدينة أور الأثرية من هم مسيحيو العراق؟ * وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية، يقول رجال دين مسيحيون إن هناك أقل من 250 ألف مسيحي في العراق، ويعيش معظمهم، نحو 200 ألف، في سهل نينوى وإقليم كردستان شمالي البلاد. * يقدر 67 في المئة منهم من الكلدان الكاثوليك، الذين تحتفظ كنيستهم ذات الطقوس الشرقية بطقوس دينية وتقاليد خاصة بها لكنها تعترف بسلطة البابا في روما، بينما ينتمي 20 في المئة إلى كنيسة المشرق الآشورية التي يُعتقد أنها أقدم الكنائس في العراق. * البقية ينتمون إلى السريان الأرثوذكس، والسريان الكاثوليك، والأرمن الكاثوليك، والأرمن الرسوليين، فضلا عن الأنجليكان والإنجيليين والبروتستانت. ما هو جدول زيارة البابا؟ يقول مراسلنا إنه بسبب المخاوف الأمنية والارتفاع الحاد في الإصابات بفيروس كورونا، سيكون ظهور البابا، البالغ من العمر 84 عاما، محدودا أمام الجمهور. ومن المقرر أن يصل البابا فرنسيس العاصمة بغداد بعد ظهر الجمعة. وسوف يستقبله رئيس الوزراء والرئيس العراقي قبل لقاء الأساقفة ورجال الدين الآخرين في كنيسة "سيدة النجاة" للسريان الكاثوليك في العاصمة، التي شهدت مقتل 52 مسيحيا وشرطيا في هجوم شنه مسلحون من تنظيم القاعدة عام 2010. وسوف يذهب البابا يوم السبت جنوبا إلى مدينة النجف الشيعية حيث يزور المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، البالغ من العمر 90 عاما.الأمر الذي سوف يمثل قمة تواصله المستمر مع المسلمين الشيعة. وعارضت بعض الجماعات الشيعية المتشددة زيارة البابا ووصفتها بأنها تدخل غربي في شؤون العراق. لكن الكثير من العراقيين يأملون أن يساعد ذلك في تعزيز رؤية جديدة للعراق. بعد ذلك سوف يحضر البابا فرنسيس اجتماعا مشتركا بين أتباع المسيحية والإسلام واليهودية في موقع مدينة أور الأثرية، الذي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم. وسوف يذهب البابا يوم الأحد إلى مدينة الموصل شمالي البلاد، حيث ستقام صلاة في كنيسة الساحة من أجل من سقطوا في الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى من المدنيين. كما يزور البابا قراقوش القريبة، حيث عاد المسيحيون بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية عام 2017 لترميم كنيسة المدينة وإعادة بناء منازلهم. وبعد ظهر ذلك اليوم، سوف يقيم البابا قداسا يحضره آلاف الأشخاص في ملعب في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق. وسوف ينتشر نحو 10 آلاف فرد من قوات الأمن العراقية لتأمين الزيارة، فضلا عن فرض حظر تجول على مدار الساعة للحد من انتشار فيروس كورونا.