"استعمار الفيفا" و"اليد الخفية" و"مرشح الفيفا".. كلها أوصاف تستعمل في الأونة الأخيرة لوصف التدخلات المكثفة للاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيسه جياني انفانتينو في شؤون الكرة الإفريقية قبل الانتخابات الرئاسية، وهو ما يخلف استياء عارما في القارة. أبرز مظاهر هذه التدخلات هي خطة وضعتها الفيفا لبسط سيطرتها على الكاف في الفترة الرئاسية المقبلة، معالمها الالتفاف وراء المرشح الجنوبي افريقي باتريس موتسيبي في انتخابات الاسبوع المقبل، خهذه الخطة وصفها المرشح للرئاسة العاجي جاك أنوما بانها مجرد "اتفاق من حيث المبدأ"، معتبرا أن الطريقة "ليست ديموقراطية كثيرا". المعطيات التي توصلت بها "الايام 24 "، تفيد بأن الفيفا وضع سيناريو الجمع العام للكاف المقرر في الرباط، والذي ستكون أهم مشاهده انتخاب الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي رئيسا للكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم خلفا لأحمد أحمد، في الوقت الذي سيتم تنصيب كل من السنغالي أوغستين سانغور والموريتاني أحمد ولد يحيى نائبين أول وثانيا للرئيس على التوالي، على أن يتم منح المرشح الثالث الإيفواري جاك أنوما منصب المستشار كما يرتقب أن تظفر السنغالية فاطمة سامورا بمنصب السكرتيرة العامة للاتحاد الأفريقي، وذلك في اجتماع حاسم احتضنته الرباط نهاية الأسبوع المنصرم بين المرشحين الأربعة لرئاسة "الكاف" وممثلين عن الاتحاد الدولي لكرة القدم اللذين قاما بنقل توصيات جياني إنفانتينو. ومن المرتقب أن تكون لعبة التحالفات حاسمة، لأنه من الصعب الحصول على الأكثرية المطلقة من الدور الأول، ما لم يتمّ التفاوض على انسحابات، وهو ما سيحاول جميع رؤساء الاتحادات الأفريقية لكرة القدم مناقشته خلال مؤتمرهم القادم في نواكشوط، قبل التوجه إلى المغرب لإجراء الانتخابات. خطة الكاف هذه اثارت استياء المرشح العاجي أنوما، الذي قال "أنا مصدوم. لقد ركزنا على توزيع المناصب بدلا من الاتفاق على الوحدة. يبدو لي اننا ضحينا بافريقيا على مذبح الطموحات الشخصية"، مضيفا :"يمكننا الخروج من الاتفاق. إذا قال لي الناخبون، قاعدتي والسلطات ان هذا الأمر لا يهمنا، فلنذهب الى الانتخابات، لن اتهرب من مسؤولياتي، وإذا لم نتفق، الطريقة الوحيدة للتفريق بيننا هي الانتخابات الديموقراطية"، لكن "ما يحصل ليس ديموقراطيا كثيرا، نفرض على الناخبين مشهدا معينا. من يؤكد موافقتهم؟". وأكد مستشار أحد المرشحين في تصرح لفرانس بريس :"موتسيبي يحظى بأفضلية من الاتحاد الدولي الذي يريد شخصا جديدا غير متورط في الإدارة القديمة، لجذب رعاة جدد ومستثمرين وإعطاء صورة أفضل للكاف بعد كل ما حدث" في اشارة الى اتهام رئيس الاتحاد القاري المنتهية ولايته الملغاشي أحمد أحمد في فضائح فساد وإيقافه من الفيفا خمس سنوات في نونبر. ويقول باكاري سيسيه مسؤول أسبوعية "ريكور" السنغالية ل"فرانس برس": "لا يبحث فيفا عن المرشح المثالي للكرة الافريقية لكن فقط عن دمية.. في عام 2017 جاء فيفا بأحمد أحمد لابعاد الكاميروني عيسى حياتو بعد حكم دام 29 عاما ولاحقته مزاعم فساد كثيرة" . على جانب آخر، يقول تييري إينوم من اللجنة المنظمة لكأس أمم افريقيا للاعبين المحليين في الكاميرون وكاس أمم افريقيا المقبلة في 2022: "لقد دقت ساعة إنهاء استعمار كرة القدم الافريقية"، مضيفا: "خاض أحمد بداية لعبة فيفا، وعندما أراد تحرير نفسه تمّ صفعه". لكن بحسب مراقبين آخرين، لا ينبغي المبالغة كثيرا في تدخل فيفا بالشؤون الافريقية، خصوصا في ظل متاعب انفانتينو القضائية في سويسرا ونزاعاته مع الاتحاد الاوروبي للعبة. ويحقّ لكل من الاتحادات الوطنية ال54 التصويت في الانتخابات، ما يؤشر إلى "انتخابات تنافسية"، حيث ستلعب التحالفات دورا كبيرا في حسم كفة أي من المرشحين، وشهدت الأسابيع الماضية تحركات وحملة نشطة من جانب المرشحين الأربعة.