ساهم اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية، بمغربية الصحراء، وافتتاح قنصلية بمدينة الداخلة، لأغراض اقتصادية بحثة، في إبراز الفرص أمام الاستثمار العالمي في إفريقيا عبر بوابة الصحراء المغربية، التي تسعى من خلالها الرباط إلى أن تكون بمثابة نقطة انطلاق للمستثمرين الراغبين في الانطلاق في القارة السمراء. ومنذ الاعتراف الأمريكي، قام عدد من المستثمرين، والعديد من الشركات في الصناعة الزراعية، بزيارة الصحراء المغربية، كما زارت عدة وفود من أوروبا والولاياتالمتحدة المنطقة ، على الرغم من القيود المرتبطة بكوفيد-19.
ويرى متتبعون اقتصاديون، أن غالبية المجموعات الدولية التي زارت الصحراء المغربية، تهتم بشكل خاص بالاستثمار في قطاع الطاقة، في ظل التوجه الاقتصادي المغربي نحو الاستثمار في "الطاقات البديلة أو الطاقات المتجددة بمشاريع تفوق مليار دولار"، كما أن أهمية الربط اللوجستي لمدينة الداخلة المغربية، مع بقية العالم، له أهمية كبيرة على اعتبار أن مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، سيشكل محورا تجاريا ولوجستيا دوليا يربط بين عدة محاور على صعيد الاقتصاد العالمي.
كما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، تسعى عن طريق الشركة الأمريكية لتمويل التنمية الدولية، إلى تعبئة استثمارات بقيمة 5 ملايير دولار بالمغرب والمنطقة، من أجل رفع الاستثمارات الأمريكية في المغرب وتعزيز دوره باعتباره قطبا اقتصاديا للقارة.
الداه يعقوب المحلل السياسي الموريتاني بواشنطن، يرى في حديثه ل"الأيام24″، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تريد أن ترسل عدة رسائل، أهمها أن اعترافها بمغربية الصحراء، يتأتى في إطار التأكيد على استراتيجية الموقع الاستراتيجي للمغرب، بكونه عمق إفريقي وعربي وبوابة كبيرة للدول المغاربية، وبالتالي هذا التحالف تؤكد من خلاله أمريكا أنها تتشبث بالرباط كحليف استراتيجي كبير جدا في المنطقة، تعول عليها في دعمها ودعم أيضا توطيد العلاقات الاقتصادية القوية".
وأضاف المحلل الموريتاني، "نحن نعلم بأن هناك عدة أمور تعتمد عليها، أو تستوردها الولاياتالمتحدةالأمريكية من المغرب، خصوصا في المجال الزراعة، هناك بعض المواد الزراعية الفلاحية، تأتي من المغرب، إلى أمريكا وكذلك هناك الصادرات مختلفة تتأتى أيضا في إطار التبادل الاقتصادي بين واشنطنوالرباط، ولا يمكن أيضا أن نغفل على العلاقات التاريخية القوية بين البلدين، التي كان عنوانها العريض اعتراف المملكة المغربية، بالولاياتالمتحدةالأمريكية، كأول بلد يعترف بها في العالم، وإضافة إلى ذلك المستقبل واعد جدا للصحراء المغربية من حيث أنها بؤرة جيدة للاستخراجات المعدنية من قبيل المعادن والبحث أيضا عن النفط والنحاس وغيرها من الصادرات المعدنية التي تبحث عنها الولاياتالمتحدةالأمريكية، في قلب الصحراء المغربية".
واعتبر الداه يعقوب، "أن الولاياتالمتحدة تعول في انتعاش اقتصادها على المنظومة الحيوية للمملكة المغربية، من حيث العمل المتسارع في جميع المجالات، سواء في الفلاحي أو الصناعي أو استخراج المعادن، وهذا ما تعول عليه أمريكا في أن تجد له بوابة باعترافها بمغربية الصحراء، وأن تكون الشريك الأول اقتصاديا للمملكة في مختلف صادراتها بعيدا عن المنافس الرئيسي الصين، أو كذلك روسيا".
وأشار إلى أن "هذا يدعم أيضا ما يسير إليه الملك محمد السادس، في تعزيز الاقتصاد المغربي، والتنمية في المملكة التي جعلتها أيضا قلبا نابضا ومنظومة دولية قوية تسعى جميع الدول الكبرى إلى التعاون والتشارك معها، والتنافس من أجل تنال الرضى المغربي، والبحث عن شريك قوي ومتين مثل المملكة المغربية".