أكد الداه يعقوب المحلل السياسي الموريتاني، في حوار مع "الأيام24 "، أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، هو أمر باق، مبرزا أنه داخل دهاليز الإدارة الأمريكية هناك تمسك به والعمل على بلورته بشكل قوي من خلال الزيارات المكوكية لمسؤولين أمريكيين للمغرب. وأضاف يعقوب، أن مستقبل العلاقات بين الرباط وواشنطن مستقبل واعد، خاصة في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
وشدد الداه يعقوب، أن المغرب بلد كبير ولاعب حقيقي في المنظومة الدولية ولديه موارد اقتصادية وقدرات سياسية عريقة، لا يمكن تجاوزه أو التلاعب به.
كيف ترى مستقبل العلاقات المغربية الأمريكية في عهد الرئيس الجديد جو بايدن؟
إن مستقبل العلاقات بين الرباط وواشنطن مستقبل واعد، خاصة في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، لأن المغرب بلد كبير ولاعب حقيقي في المنظومة الدولية ولديه موارد اقتصادية وقدرات سياسية عتيقة وعريقة.
وبالتالي ستستفيد إدارة بايدن كثيرا من الدبلوماسية المغربية في العديد من المشاكل التي تواجه أمريكا خصوصا إذا ما تكلمنا عن الإرهاب، وما تتعرض له القوات الأمريكية في الساحل والمنطقة الافريقية ككل، وكذلك المبادلات التجارية ستتعزز بشكل كبير خاصة أن المغرب لديه دراية كبيرة بعوالم الاقتصاد وبتعزيز التسويق الدولي لمختلف التجارات، خصوصا في الأسواق الافريقية التي تريد الولايات منافسة الصين فيها بشكل كبير وستعتمد على المغرب في هذا الإطار.
ماهي أبرز القراءات التي يمكن أن نخرج بها من خلال تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ومستشار الأمن القومي، بخصوص اتفاقيات ابراهام واتفاق استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل؟
إن أبرز القراءات التي تطرح داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، تشير أن إدارة بايدن ستتماسك بكل اتفاقياتها مع المغرب، وستسعى إلى تطويرها خاصة أن اتفاق ابراهام يعطي الريادة لأمريكا كوسيط للسلام بين الدول العربية وبين إسرائيل، ومن جهة أخرى تسويقها أنها هي المحرك الأساسي لعملية التفاوض بين مختلف الأطراف،
وبالتالي ستتمسك بقوة رغم محاولات التلاعب السياسي، وهذه لعبة اعتدنا عليها بين الديمقراطيين والجمهوريين، ولكن طبعا هذه الاتفاقيات ستبقى إدارة بايدن ملتزمة بها وتعمل على تطويرها، وقد تحاول بعض الأحيان أن تمارس نوعا من القراءة السياسية الحذرة لهذه الاتفاقية التي تمت في عهد دونالد ترامب الرئيس السابق.
لكن في المحصلة، هذه الاتفاقيات ستستمر وتتعزز خصوصا الاتفاق الإسرائيلي المغربي تحديدا، ويشار أنه في الأوساط الأمريكية ينظر بارتياح كبير إلى المغرب كونها إحدى الدول الافريقية الكبيرة جدا، والتي بانفتاحها على إسرائيل فإنها تعطي نوعا من الثقل على عملية التفاوض والسلام التي تريد أمريكا أن تسود معها اسرائيل، وأيضا المزايا التي حدثت من ذلك الاتفاق.
وأيضا ستبقى العلاقات بين الدولتين، إن لم يكن عليها نوع من الزيادة عليها في المجالات الاقتصادية والعسكرية، خصوصا أن المغرب لاعب كبير ومهم في لإفريقيا لا يمكن تجاوزه أو التلاعب معه في أي نقطة من النقاط التي تم التوافق عليها في الإدارة السابقة للولايات المتحدةالأمريكية.
هل القرارات التي يتخذها الرؤساء الأمريكيون السابقون يمكن أن تخضع للمراجعة من طرف أي إدارة جديدة؟
لا يمكن أن نقول أنها قد تخضع لمراجعة، لكنها تخضع لنوع من التأني في الموافقة عليها خصوصا إذا كانت هذه الإدارة الجديدة، تأتي على أنقاض إدارة أخرى مخالفة لها في جميع وجهات النظر.
وبالتالي أعتقد أن اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء هو باق، وسيتم البناء عليه من قبل إدارة بايدن، وسيبقى اتفاقا ملزما للإدارة الجديدة، وستسعى من خلاله الأممالمتحدة وباقي المنظمات على إيصال الرؤية الأمريكيةالجديدة بمغربية الصحراء، وبالتالي لا يمكن أبدا أن تتردد إدارة بايدن في الاعتراف بمغربية الصحراء، لأنه بذلك ستخسر حليفا تاريخيا للولايات المتحدةالأمريكية وهو المغرب الذي ساهم في تعزيز المنظومة الأمنية الأمريكية خلال تنصيب بايدن وما حدث من تنسيق بين المخابرات الأمريكية والمخابرات المغربية حول توقيف بعض المشتبه بهم في تهديد التنصيب الذي توجست خيفة منه أمريكا.
وبالتالي الاتفاق والاعتراف بمغربية الصحراء، هو أمر باق، وداخل دهاليز الإدارة الأمريكية هناك تمسك به والعمل على بلورته بشكل قوي من خلال الزيارات المكوكية، حيث ننتظر أن يزور أنطوني بلينكن مدينة العيون في الأيام القادمة وكذلك الرباط، خصوصا أنهم يعرفون أن المغرب سيساهم مع الولاياتالمتحدة في العديد من الملفات التي تتكئ فيه هذه الأخيرة على المغرب، علما أن هذه الإدارة قالت بانها ستلجأ في العديد من الملفات إلا حلفاءها الدائمين الثقاة.