حالة من الضبابية تطبع الموقف الإسباني بخصوص مسألة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، فبعد رفضها سابقا الترحيب بقرار واشنطن بالسيادة المغربية على الصحراء، كما جاء على لسان وزيرة خارجية مدريد أرانشا غونثالث لايا، اعتبرت مدريد في تصريحات جديدة، تزيد من غموض المشهد، أنها تعرب عن "تقديرها"، للقرار الأمريكي حول الصحراء. التصريحات الجديدة، جاءت على لسان وزير الدولة لشؤون إسبانيا العالمية، مانويل مونييز، في رده على سؤال حول موقف بلاده بخصوص مسألة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، حيث أعرب عن تقديره لقرار الولاياتالمتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، في سياق استئناف المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، في إطار اتفاق بتاريخ 22 دجنبر الماضي".
واعتبر الوزير الإسباني، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الإسبانية "إفي"،"أن القضية تركت الجوهر، أعتقد أن -قرار ترامب الاعتراف بمغربية الصحراء-، كان تدبيرًا حسن النية بمعنى أنه يساعد على تسهيل العلاقات بين المغرب وإسرائيل ، وهو ما أعتقد أنه دائمًا أمر إيجابي".
وشدد المتحدث ذاته، على أن "موقف إسبانيا كان دائما دعم جهود الأممالمتحدة لحل النزاع الإقليمي".
تصريحات الوزير الإسباني، يفتح باب تساؤلات حول سياسة مدريد بخصوص التعامل مع التطورات الأخيرة في قضية الصحراء، فهل ستكون بمثابة تراجع أم مراجعة للمواقف الإسباني السابق، الذي اعتبر أن القرار الأمريكي لا يخدم نزاع الصحراء بل يزيد من تعقيده لأنه يقوم على ما وصفته الخارجية الإسبانية "بالقطبية الأحادية" وليس على البحث عن الحل الذي تشارك فيه مختلف الأطراف سواء القوى الممثلة في مجلس الأمن أو القوى الإقليمية التي لديها علاقة بالنزاع وبالتالي ضمان استمرار الحل.