منعطف القرن في الصحراء لم يكرسه الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وفتح قنصلية بالداخلة فقط، بل تجلى أيضا في صفقة عسكرية بالغة الأهمية تتعلق ببيع واشنطنالرباط أسلحة موجهة بدقة، تقدر قيمتها بنحو مليار دولار، ومن شأنها أن تطور القدرات القتالية للقوات المسلحة الملكية. وتفيد آخر المعلومات بخصوص أجرأة هذه الصفقة، أنها قطعت المرحلة الأهم بسلام، بعدما انتهت المدة القانونية التي يمكن للكونغرس أن يبدي اعتراضه عليها، والمحددة في ثلاثين يوما بدءا من تاريخ إخطار الرئيس للمؤسسة التشريعية الأمريكية بشأن تفاصيلها. وفي هذه الحالة فقد أخطرت إدارة ترامب الكونغرس بالموضوع في اليوم الموالي لتوقيع الرئيس «الإعلان الرئاسي» الخاص بالاعتراف بمغربية الصحراء، والذي صادف الحادي عشر من دجنبر. ونظرا لعدم إبداء الكونغرس أي اعتراض على الصفقة داخل الحيز الزمني القانوني، ستمر الإدارة الأمريكية نحو الإخطار الرسمي والعام لوزارة الخارجية، وهو ما يفترض أن يكون قد تم قبل نهاية ولاية ترامب. وتشمل الصفقة الهامة بالنسبة للرباط، أربع طائرات مسيرة من طراز «إم كيو-9 بي سي غارديان» من صنع شركة «جنرال أتوميكس» المملوكة للقطاع الخاص، وذخائر موجهة بدقة من نوع «هيل فاير»، و»بيف واي»، و»جي دي أيه إم» من صنع شركات «لوكهيد مارتن» و»ريثيون» وبوينغ». وفي حالة إقرار الصفقة، سيكون المغرب ثالث بلد بعد تايوان والإمارات يتحصل على طائرة «إم كيو-9 بي سي» فائقة القدرة، ضمن أول تصدير للطائرات المسيرة منذ إعادة إدارة ترامب تفسير اتفاقية أسلحة تعود إلى حقبة الحرب الباردة بين 34 دولة للسماح لشركات الدفاع الأميركية ببيع المزيد من الطائرات المسيرة للحلفاء. و»إم كيو-9 بي سي» طائرة بدون طيار كبيرة الحجم يبلغ وزنها نحو 5 أطنان تستطيع حمل صواريخ موجهة وقنابل بوزن 1.7 طن، ومصممة بغرض استخدامها أيضا كقاذفة للصواريخ، وتعمل على مدى 3000 كيلومتر يستخدمها سلاح الطيران الأمريكي والبريطاني، واستعملت في ضرب مواقع في أفغانستان، كما يعتقد أنها استخدمت في عملية اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بمطار بغداد الدولي. وتشمل الصفقة أيضا صواريخ موجهة تسمى «هيل فاير»، يمكن إطلاقها من عدة منصات لإصابة أهداف مختلفة، حيث يمكن استخدامها من الجو عبر المروحيات أو من منصات برية وبحرية، ويتم التحكم فيها من خلال أنظمة تصويب بالرادار والأشعة فوق الحمراء، وتستعمل هذه الصواريخ في أمريكا على متن مروحية الأباتشي المزودة برادار يتحكم من خلاله في الصواريخ، ويمكن إطلاقها دون حاجة للتصويب الدقيق حيث تضرب الهدف بدون أن تظهر للخصم، وتعتبر أحد الأسلحة الرئيسية من قبل العديد من القوات العسكرية حول العالم، أهمها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيطاليا.